محمد العبدالوهاب
يبدو أن فترة توقف الدوري الأخيرة والتي تزامنت مع فترة الانتقالات الشتوية للاعبين، قد أتاحت الفرصة مجددا لأغلبية الفرق بإعادة أوراقها الفنية من تعاقدات مع مدربين ولاعبين وإعارة آخرين، من أجل العودة من جديد لساحة المنافسة على الصدارة وأخرى بمحاولة الركب بالحصول على مراكز متقدمة في الترتيب قد تتيح لها المشاركة باستحقاقات خارجية، فقد شهدت الجولتان الماضيتان إثارة وندية من حيث المستويات الفنية والعطاءات النجومية الفائقة خصوصا من فرق كان طموحها بالسابق لا يتجاوز الحفاظ على بقائها في مناطق الوسط. مما يجعلنا نتنبأ بموعد مع التشويق والمتعة بما تبقى من مشوار إلى نهاية الدوري، باستثناء الجولتين المقبلتين اللتين سيكون عنوانهما الأبرز (الكلاسيكو) المنتظر بين الأهلي والنصر الذي سيحدد من خلاله أي منهما سينفرد بالمركز الثالث الذي سيتاح له الفرصة بالمنافسة مجددا على تحقيق اللقب، و(كلاسيكو) آخر أشبه ببطولة - مصغرة - تجمع حامل اللقب الهلال مع منافسه بالمركز والمتصدر الحالي الاتحاد، الذي سيكون لقاؤهما مرتقباً من عموم متابعي الكرة في الوطن والعالم أجمع، على اعتبار أن فوز أحدهما على الآخر بمنزلة مفترق طرق نحو الصدارة، في المقابل كان لفرق مؤخرة الترتيب حراك لافت في المستوى والنتائج كنتاج مثير لفرق تسعى إلى الهروب من شبح الهبوط، فقد تفوق كل من عروبة الجوف وفخر الرس بالإطاحة (بالأحمرين) الوحدة والرياض، وخطف نقاطهما بجدارة، مما يؤكد نجاحهما بالتعاقدات الأخيرة هنا - بن زكري - الخلود وهناك (سومة) العروبة.
مع تمنياتنا لجميع الفرق بأن تواصل هذا العطاء والثراء الفني الرائع بما تبقى من جولات مقبلة تكون فيها المتعة والندية هي العنوان الأبرز والأهم والأقوى لدوري سعودي عالمي.
توثيق البطولات
منذ أيام والأخبار الأكثر تداولا أن لجنة التوثيق شرعت بدمج بطولات مسابقتي الدوري وكأس الملك تحت مسمى الدوري!! في سابقة لم نعهدها في الحياة البشرية الرياضية، بالتأكيد لست ضد احتساب أي بطولة لطالما أنها رسمية وتحت مظلة الاتحاد السعودي لكرة القدم، ولكن ضد تصنيف مسابقة خروج مغلوب على أنها دوري؟
فالمتعارف عليه رياضيا وعلى الصعيد العالم الكروي فإن عدد البطولات تتجزأ على كل مسابقة على حدة، وصفحات التاريخ المدونة بأسماء الأندية التي نالت بطولاتها وبمختلف مسمياتها خير شاهد، فما بالكم ونحن نعيش بزمن أصبح مشهده هو قيمة حضارته من خلال كل ما يتحقق فيه من منجزات وأرقام لا يمكن ربطها بأخرى فارقه سواء بالمضامين أو المسميات.
(الاحتواء) تمكين وعطاء
كنت في ندوة إعلامية نظمتها الجمعية السعودية للفصام (احتواء) برعاية سمو الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل رئيس الجمعية قالت: نحن بحاجة ماسة للدعم الإعلامي الاستراتيجي المستدام من خلال توقيع الشراكات والمبادرات التي تبني خدمات الدعم النفسي والاجتماعي والتثقيف الأسري والمجتمع والتكافل الاجتماعي والتي ندعو الجميع للمشاركة والتواصل مع الجمعية كل بما يملك من مبادرات عن التعريف بمرض الفصام وآثاره وأعراضه للتصدي بانتشاره.
.. بعدها تناول نائب رئيس الجمعية رئيس اللجنة الإعلامية الأستاذ عبدالعزيز بن سليمان الحسين، الحديث عن الهموم والهواجيس والمتاعب التي يواجهها المرضى من هذا الداء، الذي وصفه بالمرض (الصامت) من تقصير أسرة المصاب على كتم المعلومة وعدم إيصاله إلا إذا استفحلت وتضاعف آمال علاجه، (وربما) تحفظهم عن ذلك خشية من الوصم المجتمعي ومفصلة الاتهامات والتصنيفات، داعيا الإعلاميين إلى التعاون معهم من خلال كتاباتهم وحضورهم الصحافي الوارف (بتوعية) المجتمع الأسري والعام على دعم وتثقيف المجتمع للقضاء عليه من البداية قبل استفحاله.
أقول: استوقفت عند مقولته لكلمة (التوعية) ما أروعها من عبارة ساحرة وآخاذة فيما لو استثمرناها كرسالة نبيلة وسامية، فضلا عن كونها واجبا دينيا حثنا على التكافل الاجتماعي ومطلبا وطنيا ينشد العمل التطوعي ومبدأ إنسانيا مجتمعيا يتميز به إعلامنا السعودي في بلدنا النقي الطاهر.
آخر المطاف
قالوا: لا تجعل من رأسك ساحة للأوهام والظنون، ولا تنصب فيه محكمة للآخرين تكون فيها ممثلا لجميع الأطراف، تتحدث عن لسانهم بما يوافق هواك ويؤيد أحكامك المسبقة عليهم.