خالد بن عبدالرحمن الذييب
في كثير من التجارب الحياتية يعيش الإنسان في صراع دائم بين العقل والعاطفة، العقل يقول: «احذر» والعاطفة تقول: «خاطر». الحياة أحياناً تحتاج شيئاً من العاطفة لا تخاذ بعض القرارات أو ربما بدلاً من العاطفة نقول الحاسة السادسة، في كتاب «خوارق اللاشعور أو أسرار الشخصية الناجحة» يسميها الوردي»البديهة الارتجالية»، فبعض القرارات تحتاج جراءة لاتخاذها، حتى لو لم تكن محسوبة، وذلك خير من حساب كافة الاتجاهات لها.
حساب كل شيء بالعقل يدعك تعيش باقي العمر بلا عقل، شعورك أو الحاسة السادسة كما يُقال تكون في بعض الأحيان هي القائد الحقيقي للنجاح، وحتى نكون دقيقين أكثر نختار عبارة الجراءة التي لا تخشى فيها أي عواقب، فقط تتخذ قرارك وتتقدم متوكلاً على الله، فلا شيء يدعو للقلق، لأنك إن أخطأت اليوم ستنجح غداً، وإن نجحت غداً ستفشل بعد غدٍ، فالحياة عبارة عن موجات صعود وهبوط، بعض الموجات تصعد بك إلى القمة فترى البحر والشاطئ من علو، وبعضها تؤدي بك إلى تحت البحر حتى تكاد تموت غرقاً، ومع ذلك تجد نفس الموجة التي جعلتك تحت الماء هي التي ترفعك، وتستمر الحياة بهذا الشكل إلى أن تأتي الموجة الأخيرة التي لا خروج بعدها أبداً.
اتخاذ القرارات عند بعضهم يبدو سهلاً، ولا يحتاج عناء التفكير فيه، ولكنه عند بعضهم الآخر فإن تحريك الجبال يبدو أسهل عليه من اتخاذ قرار عادي، فما بالك بالمصيري، ولكن هذا لا يعني نهاية العالم، فهي تدريب مثلها مثل تقوية عضلات الجسم، فكما أن هناك أشخاصا لديهم قوة عضلية لتحريك طاولة ذات وزن ثقيل دون مساعدة من أحد، فإن هناك أشخاصا لا يمتلكون هذه القوة العضلية فيدخلون الأندية الرياضية لتقوية عضلاتهم ليتمكنوا من دفع الطاولة. قوة اتخاذ القرار والجراءة ومهارات القوة الداخلية يمتلكها بعضهم منذ الصغر، وبعضهم الآخر يحتاج تدريبا لاكتسابها، فلا تُكبِّل نفسك بأوهام عدم القدرة، وأن هذه قدراتي ولا شيء يتغير، بل العكس كل شيء بإمكانك تغييره، فالقاعدة الثابتة الوحيدة في الكون... أنه «يتغير»!
أخيراً...
الحياة قرارات من يريد أن ينجح فيها عليه أن يتخذها!
ما بعد أخيراً...
بعض القرارات قوتها تكمن في الحاسة السادسة أو»البديهة الارتجالية».