محمد الخيبري
عبر الزمن ومنذ بداية عهد الرياضة السعودية ومنذ العقود الأولى لممارسة لعبة كرة القدم السعودية بزغ نجم فريق الهلال لكرة القدم الذي ولد « بطلاً « ومسيطراً على هذه اللعبة ليس بالمملكة العربية السعودية وحسب بل في قارة آسيا ..
الثقافة الهلالية التي جعلت من الهلال فريقاً منافساً دائماً في البطولات ومرشح أول لنيل الألقاب لم تكن وليدة الصدفة أو أن عامل « الحظ « كان مساهماً في بعض النجاحات والانجازات بل أن العمل والمهنية والأمانة والمبادئ الراسخة كانت وراء كل تلك الانجازات الكبيرة للهلال ..
كرسي الرئاسة وعلى الرغم من «سخونته» إلا أنه لا يصل لدرجة الغليان والانفجار بل أنه كرسي متوازن يدير أمور النادي بحنكة وذكاء ويتعامل مع وسائل الإعلام بمنتهى المصداقية والأمانة ..
بالنسبة لنجوم الفريق والمحترفين هم يتلقون الدعم المادي المتوازن والدعم المعنوي واللوجستي النموذجي إعلامياً وجماهيرياً مما ينعكس على الأداء الفني داخل الملعب وهو السبب الحقيقي في تحقيق الإنجازات والبطولات ..
ولكن في بعض الأحيان القليلة والنادرة جداً يشذ بعض النجوم عن القاعدة الأساسية بين الجماهير والإعلام واللاعبين نتيجة لضغوط ومؤثرات دخيلة عليهم وقد تؤثر تلك المعطيات سلباً على العلاقة الطردية بين الجماهير وبعض اللاعبين ..
التصاريح الإعلامية «الغير موفقة» من بعض النجوم تكون هي الشرارة المؤثرة في توتر العلاقة الجماهيرية الاعلامية واللاعبين بغض النظر عن أسباب تلك التصاريح والتي يحرص أغلب النجوم على التوازن في تعامله الاعلامي مع الجماهير المحبة ..
مؤخراً توترت العلاقة بين الجماهير والكابتن «علي البليهي» نجم خط الدفاع الهلالي نتيجة لعدة عوامل فنية وإعلامية أثرت سلبياً على مستوى اللاعب داخل أرض الملعب مما أجبره على ارتكاب بعض الأخطأ التي أثارت حفيظة الجماهير ..
ومن خلال متابعة دقيقة لما يحدث بالشارع الهلالي وجدت أن توتر العلاقة بين «البليهي» والجماهير نتيجة ضغوط خارجية وعوامل جديدة نشأت بالوسط الرياضي ..
لا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي وارتفاع سقف الحرية في التعبير عن الآراء ووجود الحاضنات الاجتماعية لاحتواء الآراء الجماهيرية وتوسع ثقافة الجماهير الرياضية عوامل أساسية في تغيير التركيبة الرياضية في جميع النواحي ..
تابعت الكابتن «علي البليهي» خارج الملعب ولم أجد ما يجبر الجماهير على الهتاف ضده والمطالبة المستمرة بإبعاده عن الفريق وعدم تقبل اللاعب ضمن الخارطة الفنية للفريق على الرغم من قناعة الادارة الفنية بقيادة السيد «خورخي خيسوس» بإمكانيات اللاعب وقدرته على العطاء ..
اللاعب بالمجمل دمث الأخلاق ولا يدلي بتصاريح مؤججة للجماهير وهو يبذل الجهد في سبيل تحقيق الانتصار في المباريات، ولكن يحدث له ما يحدث للنجوم بالعالم من انخفاض بالمستوى الفني أو بما يعرف بـ«الدروب» إما للإجهاد او ضغط المباريات أو ازدحام في روزنامة المسابقات وهو أمر طبيعي جداً ولا يدعو للقلق والتوتر..
على البليهي من أميز لاعبي الفريق الهلالي وهو نجم مطارد من الجماهير وبعض الإعلام المنتمي للأندية المنافسة، بل إنه غير مرغوب به لديهم..
هذه العوامل قد تستغل ضده في حالة إخفاق الفريق الهلالي أو حتى المنتخب الوطني في بعض الأحيان وهو ما نجح به الإعلام المضاد للهلال..
شن الحملات المتواصلة عليه أثرت على سلوك الجماهير الهلالية تجاه اللاعب الذي يتعرض كغيره من النجوم للمتغيرات الفنية طوال الموسم والتذبذب في مستوى فريق الهلال وفقدان صدارة الدوري في آخر جولة ساهم كثيراً في اتساع الفجوة بين الجماهير واللاعب على الرغم من عدم مشاركته في المباراة الأخيرة ..
أعلم تماما أن ثقافة الجمهور الهلالي هي ثقافة الانتصارات وتحقيق البطولات، وهو ما ساعد على استدامة تواجد فريقهم بطلاً ومنافساً، ولكن تلك الثقافة تم التأثير عليها بذكاء من إعلام وجماهير الأندية المنافسة، ولا يمكن استعادة تألق نجم الفريق «البليهي» إلا بدعم الجماهير لاستعادة الصدارة وتحقيق البطولات..
وأعلم تماماً أن استجابة الجماهير للمتغيرات الاجتماعية الرياضية سريعة جداً وهو ليس ذنب اللاعب ولكن قد تكون سمؤولية كل منتمي للهلال حيث أنه من المفترض التصدي للغة القمع التي تمارس ضد البليهي أو ضد أي نجم يمثل الفريق..
وعودة الكابتن «علي البليهي» للتألق مرهونة بانخفاض حدة الانتقاد الجماهيري له ودعمه للعودة السريعة في ما تبقى من الاستحقاقات حتى وإن ابتعد اللاعب عن تمثيل الفريق لأسباب فنية فلا بد من استمرار دعمه بكل قوة..
قشعريرة..
فقد الهلال صدارته بعد ما اضاع فوزاً سهلاً على مضيفة الفريق المحترم جداً «ضمك» بتعادله الإيجابي بهدفين لهدفين في مباراة الفرص الضائعة والسيطرة الهلالية الكاملة التي لم تسعف الفريق أثناء مجريات اللقاء التي استطاع فيه فريق ضمك استغلال الفرص القليلة جداً بتسجيل هدفين كفلا له نقطة ثمينة خسر من خلالها الهلال صدارة ترتيب الدوري ليتنازل عنها للمنافس الدائم الفريق الاتحادي..
هذه المباراة، والتي غاب عنها اللاعب النجم القضية « علي البليهي « لأسباب فنية من المؤكد أن تكون لها عدة مكاسب فنية ستعود بالفريق الهلالي للمنافسة الشرسة من جديد..
الهدوء الجماهيري الهلالي بعد هذا اللقاء أمر إيجابي سيسهل مهمة مدرب الفريق لتخطي هذه الموجة الفنية في المباراة القادمة التي اعتبرها من وجهة نظري المتواضعة « سهلة « للفوارق الفنية بين الهلال وفريق الرياض المجتهد..
المتغيرات الفنية أمر طبيعي جداً نظراً لطول فترة الدوري وتنوع المسابقات والاستحقاقات خلال الموسم ويفترض من الجماهير الانتظار والترقب طالما أن الفريق مازال في المنافسة وأن أغلب المتغيرات غير مؤثرة على مسيرته في المنافسات والاستحقاقات عطفاً على أنه مقبل على مشاركة عالمية مرتقبة..