د.أمل بنت محمد التميمي
مازال صوته في مسامعنا يجمعنا لنتصور (صورة جماعية)، فالصورة تعبر بالمشاعر عن ألف مقالة، كنا نرتب للاحتفال لنجاح المؤتمر في قسم اللغة العربية وآدابها، وفجعنا رحيل الدكتور هاجد الحربي المفاجئ برسالة في (الواتساب)، بقلوب مؤمنة وراضية ودعنا فقيدنا الدكتور هاجد الحربي نسأل الله له الفردوس الأعلى: «رحم الله الدكتور هاجد وغفر له وعفا عنا وعنه وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة ووالدينا وجميع موتى المسلمين» د. خالد الحافي. وكتبت د.فوزية «لقد تعرفت على الدكتور هاجد من خلال المؤتمر الذي شاركت فيه وأنا المحملة بعبق اللبان من أرض مجان.. فلمحت فيه دماثة الخلق، وطيب السجايا وحسن التعامل.. يتحلق الجميع حوله وهو ذلك الإنسان الهادئ الودود يبتسم للجميع ويحيهم بكل حب.. لو سمحت لنا الأيام لكان التواصل والتعاون.. ولكن قدر الله وما شاء فعل.. نسأل الله له الرحمة والمغفرة.. وأن يثبته عند السؤال.. ونسأله تعالى أن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والأبرار وحسن أولئك رفيقا.. فقد أحسن لأمته واجتهد في طلب العلم وقدم لأمته في باب العلم وخدمة العربية الكثير.. ونسأله تعالى أن يربط على قلوب أهله وأحبائه وأن يجبر كسرنا في فقده.. و«إنا لله وإنا إليه راجعون» د. فوزية الفهدي- سلطنة عمان.
«لا نقول إلا ما يرضي ربنا (إنا لله وإنا إليه راجعون) أحسن الله العزاء وعظم الأجر وربط على قلوب أهله ومحبيه. يا الله ما أقسى الفقد! والعزاء الوحيد أننا فقط في محطة من حيوات عدة.. كلنا عنها راحل إلى هدف منشود.. لم نخلق لنفنى.. ولا فقد أبدي.. بل لقاء برحمة الرحمن ومشيئته في جنان الخلد بمن سبق ومن لحق.. حيث لا حزن هناك ولا صخب.. ولا فت للقلب ولا وصب.. غفر الله له ورحمه، وأنزل على أهله ومحبيه الصبر والسلوان وتولاهم برحمته ولطفه..» د. شمسة الشهراني
«عظم الله أجركم في الدكتور هاجد وأحسن عزاءكم وربط على قلوبكم أسأل الله الرحمن الرحيم أن يرحمه رحمة واسعة يغفر بها ذنبه ويعلي بها منزلته، ويربط بها على قلوب أهله ومحبيه وينزل عليهم السكينة ويلهمهم الصبر والسلوى. والله ما شهدنا منه إلا كل خير ربي يغفر له، والله فجعت..»إنا لله وإنا إليه راجعون» د.مريم العنزي - الكويت
«ألا يا باحثي مؤتمر الإبل في الثقافة العربية، لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلنصبر ولنحتسب... «إنا لله وإنا إليه راجعون» غفر الله للأستاذ الدكتور هاجد بن دميثان الحربي ورحمه وأدخله فسيح جناته. جعل الله علمه وسعيه، سليم القلب، رفعة درجات يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم... اللهم اربط واجبر على قلوب أهله ومحبيه وألهمهم الصبر والسلوان. ولنقل ما يرضي الله: «اللهم أجرنا في مصيبتنا هذه واخلف لنا خيرا منه» شهدنا منه الخير وطيب القلب... « د. سيوبا عثمان سوادغو- كندا..
وأرسلوا صورته رحمه لله في مجموعة (باحثو مؤتمر الإبل في الثقافة العربية) في الوداع الأخير، فالكل بكى ونعى ودعا، وانهالت رسائل الدعاء مع فجيعة الفقد. بعدما أبهج رئيس قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الملك سعود القسم د.هاجد بن دميثان الحربي الحضور والمشاركين والمنظمين بـ(مؤتمر الإبل في الثقافة العربية) ودعنا الوداع الأخير بفاجعة تقسم الظهر على زملائه بالقسم، وعلى أهله وجيرانه وأحبابه والكثير ممن حضر المؤتمر.
من المؤكد أن للدكتور هاجد أعمالا كثيرة ومتعددة إداريا وبحثيا ومجتمعيا، وله إنجازات في بيئة العمل، ولكن المؤتمر الأخير كان تتويجا لذروة أعماله وآخرها، كان سعيدا وأبهج كل من حوله بكلامه الطيب. كأنه يودع الوداع الأخير، وبالفعل كان الوداع مسكا.
اجتمعنا يوم الاثنين 2 فبراير 2025م بالمسجد للصلاة عليه -رحمه الله – وحينما كبر الإمام بالصلاة على الرجل، سمعت صوت الشهيق يعلو، للموت هيبة، والفراق صعب على الأحبة، انتهينا من الصلاة عليه رحمه الله. وانكبت بناته على أمهم بالبكاء الحار الذي يكوي القلوب، وهي شامخة صابرة محتسبة، لا ترف لها عين ولا تتحرك، تذكر الله وتمسد على بناتها، هكذا هي الأم دائما تمثل الجلد لتقوي أبنائها، وقفت في ظهر الأم العظيمة التي وراءها درب طويل ليكبر باسل هاجد دميثان الحربي -طالب في الصف الخامس ابتدائي-، كان يصحب أباه إلى قسم اللغة العربية ويشبهه تماما، وكنت أراه دائما يتبع أباه كظله، الكل حول أم باسل وأم عبدالله وأم حنين وأم شوق وأم لين يبكون على الأب الفقيد. وأنا كنت أتأمل الأم العظيمة التي ستكمل المشوار الطويل في تربية أبنائها.
استدرت إلى والدة هاجد – حفظها الله- وهي سيدة مؤمنة صابرة محتسبة، تقول: (الحمد لله على أقدار الله)، وخالته تحمد الله على ما قضى وقدر، ورأيت عمته تدعو له بالرحمة... وكل قريباته يتحلقن حول أم باسل، وأم هاجد، فالأم ينبوع الحنان في ظلمة الأيام القاسية باليتم، فلا خوف على باسل، سيكبر بإذن الله كما كبر هاجد وماجد الشقيقين اليتيمين، وسيكبر عبدالله وباسل الشقيقين اليتيمين، فاليتم قوة والأم سند لهم وعز.
في المسجد، جلست أنا والزميلات بقسم اللغة العربية حلقة واحدة متماسكة نواسي بعضنا ونتذكر فضائل هاجد وندعو له ولكل من فقدنا في قسمنا الحبيب رحمهم الله جميعا، وبدأنا نتحاور عن فلسفة الموت المفاجئ والوداع، ونذكر بعضنا بالدعاء، ونذكر بعضنا بأن الأصل في علاقتنا هو ألا يسيطر العمل على العلاقة الجميلة والحب في الله، حلقة جميلة في بيت من بيوت الله. جددنا حبنا في الله، وتماسكنا كأننا بنيان مرصوص برباط جميل، نستمع إلى بعضنا ونستمع إلى أجمل ما تكلمت به أنفاس د. حنان التويجري، ود. أمينة الجبرين، ود. بسمة عروس، ود. أريج السويلم، ود. بدور الفصام، ود. أريج القنيعير، ود. ليلى الدوسري، ود. نورة العمر، ود. عبير الجربوع، ود. منال القثامي...إلخ.
غادرنا د. هاجد وقد انتقل إلى رحمة ربه، ثم خرجنا وودعنا أهله، وتواصينا، وكتبنا بعض المشاعر التي تعبر عن هذا الفقد الفاجع، فكتبت العزيزة د. حنان التويجري:
«لم يكن رحيلك هاجدا
الحياة محطات لكل منا فيها بوابة ولوج، وأخرى للمغادرة، ولن يحيد أحد عن هذا الطريق، لكن ليس لكل مغادر بصمة، ولا لكل رحيل أثر. البارحة فجعنا بخبر رحيل زميل العمل، أخي الكريم د. هاجد بن دميثان الحربي- يرحمه الله- رئيس قسم اللغة العربية في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الملك سعود.
لكل راحل محبون يفتقدونه، ويتألمون لفراقه، ويتأملون في مآثره ومحامده، إلا أن ما خلفه رحيل (أبي عبدالله) منذ الأمس لم يقف عند هذا الحد!
غادرتنا وتركت خلفك الكثير ممن لم يعبروا لك عن تقديرهم لشخصك النبيل، وامتنانهم لخلقك الرفيع، ونفسك السمحة، مثلك مثل غيرك الذين توقظنا الحياة على صدمة فراقهم دون أن نعبر لهم عن مكانتهم في عقولنا وقلوبنا، بل دون أن ندرك نحن هذه المنزلة، ونتأمل تلك الخصال!
بالأمس القريب تألقت في المؤتمر الدولي الخامس (الإبل في الثقافة العربية) الذي نظمته جامعة الملك سعود بالشراكة مع مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، ناقشت فلانا، ومازحت علانا، وتبسطت مع طالب علم، وأثنيت على باحث عن معرفة. تلطفت، وابتسمت، وزرعت محبتك في قلوب من لم يعرفوك، وحتى من عرفوك ولم يعاشروك، وكأنك تدخر دعوات لم يكف أصحابها عن التضرع بها لرب كريم عظيم، رحمته بك وبنا تفوق رحمة الأمهات بأبنائهم، فالحمد لله على لطفه وتدبيره.
الموت القريب، وثقل موازين الأخلاق في الميزان، والذكر الطيب حقائق يتجدد إدراك العقول لها، وإيمان الأنفس بها مع كل مغادر، ولكنه الإنسان يلهو ويغفل، ليصطدم من جديد بحقيقة الموت، فيقف متأملا: ماذا خلف، وكيف يستفيد؟
زميلنا الفاضل.. سبقتنا إلى دار الحق، نسأل الله لك نورا وحبورا، وندعوه نحن عباده الضعفاء -الذين رفع الكريم من شأنهم فجعلهم شهوده في أرضه- أن يكرمك الله أضعاف كرمك معنا، وأن يحسن إليك، ويحسن وفادتك، وكذلك أسأله لنا إيمانا واعيا، ويقينا حافظا، وأثرا طيبا.» حنان بنت عبدالمحسن التويجري
وكتبت الأخت الغالية د. هند المطيري:
«قلت بعد خروجنا من الصلاة عليه:
ما الهم في تلك القلوب بهاجد
من بعدما فجع الجميع بهاجد
صلوا عليه صلاة من شهدوا له
بالطيب والأثر الجميل الخالد
وعزاؤهم ذاك الخلود لذكره
في قلب غائبهم وقلب الشاهد
نم في سلام الله واغنم عفوه
يا خير من وصفوا بـ(نعم القائد)»
هند بنت عبد الرزاق المطيري
وكتبت أختي ورفيقة دربي د. أمينة الجبرين:
«لم يكن رحيلك سوى نسخة من حضورك، كنت استثنائيا في الحضور والغياب، رحلت فأوجعنا رحيلك، رحلت عنا دون أن تمنحنا فرصة توديعك، رفقا بنا أبا عبدالله! رفقا بقلوبنا التي تزهر بابتسامتك، وبأرواحنا التي تهدأ بنصحك، وبعقولنا التي ترتقي بلطفك ونبلك، وبفكرنا الذي يستنير بعلمك، رفقا بنا أبا عبدالله!
عزاؤنا فيك ذكراك العطرة، وسيل الدعوات ممن عرفوك، ومن لم يعرفوك، عزاؤنا فيك ذلك الإرث العذب الذي خلفته لزملائك وزميلاتك وطلابك وطالباتك؛ من ضحكات، وممازحات، ونصائح، وجبر للخواطر. مثلك لا يعوض د.هاجد، لكنا لا نقول إلا ما يرضي ربنا «إنا لله وإنا إليه راجعون».» أمينة بنت عبدالرحمن الجبرين
وكتب الأخت والزميلة العزيزة د. بسمة عروس: «ليست الحياة سوى حين من الدهر وليس المعيش بما فيه من أقوال وفعال سوى لغة لقراءة الحقيقة، حقيقة من كان منا، فصار فينا. رحل الدكتور هاجد الحربي قبل أيام قليلة عن عالمنا مخلفا لوعة كبيرة في نفوس زملائه وكل من عرفه، ولم يبق إلا الحديث عن سيرته العطرة والدعاء له بالرحمة والمغفرة وشيء غير يسير من استذكار مواقف وتفاصيل بسيطة من أحداث عابرة في نظر الكثير، لكنها بليغة في مقام الرحيل.
كنا نراه بشوشا مبتسما يجمع بين البساطة في تعامله مع القضايا والعمق في معالجتها وفهمها ونستغرب هذا المزج العجيب بين الهدوء في التعامل مع أمور وشجاعة الحسم في أمور أخرى، ونأسى عليه أحيانا لما نرى قدر اهتمامه بقسم اللغة العربية وانشغاله بمستقبله وتفكيره المستمر في تطوير مخرجاته لتتناسب مع تطلعات الأجيال القادمة وتواكب رؤية 2030 وتساير ما يستجد في القطاعات الموازية من تغيير. كان تفكيره المستمر في تطوير الدراسات العربية لتنفتح على الثقافة الشعبية والتراث اللامادي موقفا عبر عنه في أكثر من مقام وحرص على تجسيمه فعليا في الكثير من الأنشطة العلمية دون أن ينفصل هذا الاتجاه عن رصانة الدرس الأكاديمي واحترام اللغة العربية والمخرجات الدراسية.
صوته وهو يسعى إليك مرحبا تعلو وجهه ابتسامة، يدعوك إلى مكتبه ويرجوك أن تجلس قليلا حتى لو كنت مارا لشأن من شؤونك، موقف ينطبع في الذاكرة وإن بدا مألوفا، ونظرته المتأنية الثاقبة وهو يستمع إلى حديثك، تشعرك أنه ينفذ إلى ما وراء الكلام ولا تملك بعد جوابه المسكت إلا أن تثني على عقل الخبير.
هادئ لطيف المأخذ، يبادرك بالترحاب والسلام قبل أن ينطق به لسانك، وفي نبرة صوت مميزة ينخرط في الحديث فتجد نفسك مأخوذا بكلامه تبادله ما خاض فيه دون أن تذكر ما جهزته من مقدمات. رحل عن عالمنا لكن صور حضوره لن تفارقنا ومواقفه دفاعا عن قسم اللغة العربية ومنسوبيه خير عزاء لنا في غيابه عن قيادة هذا الحصن المنيع. وجهه المتهلل بشرا وهو يشاركنا صورة جماعية بعد مناقشة رسالة دكتوراه ويتوسط المنصة داعيا المترشح وذويه لمشاركتنا الصورة ولا يأنف من أن يدعو الأطفال الأصغر سنا في ابتسامة ودود ومداعبة لطيفة، وصوته في الاجتماعات وهو يناقش أو يجيب عن تساؤل أو يدلي برأيه، أو على الهاتف وهو يفتتح الكلام بالاعتذار عن التأخر في الرد على مكالمة فائتة.. كل هذه اللحظات ليست لقطة من حياة، إنها لغة لمن أجادوا قراءة ما يبقى عندما يستولي على الحضور الغياب.
رحم الله الفقيد. كلامنا ليس تأبينا أو نبشا في سجل محامده، ولغتنا ناقصة أمام بصيرة من عبر إلى عالم الحقيقة واليقين». بسمة عروس
وكتب د.حسن الفيفي: «لم أكن أعرف د. هاجد الحربي؛ إذ لم يكن في الكلية عندما ذهب إلى البعثة، وعندما عدت عام 2014 وجدته إنسانا مهذبا، لكنه قليل الكلام، وقليل الكلام غامض، والغامض مجهول، والمجهول غير مطمئن. بقيت علاقتنا رسمية إلى عام 2017 عندما اصطحبنا في أول رحلة عمل خارجية. في السفر يظهر كل شيء، وقد ظهر الرقي كله في تلك الأيام العشرة! في السفر اضطررنا للكلام الكثير، وبذلك زال الغموض، وتضوع أريج الأخلاق، وثارت سحب الإيثار، وتمددت رحابة الصدر، وأظلتنا غيوم الطرف والدعابة، وأزهرت أغصان المعرفة والأدب والتاريخ... ومع أن العناء ملازم للسفر، إلا أن وجود رفيق كالدكتور هاجد جعلني أردد قول الشاعر:
«يا صاحبا ما زلت أشعر أنه
في رحلتي أمل يذيب عنائي».
لا أزال أتذوق بذاكرتي طعم تلك الرحلة، وأبرز أسباب جمال تلك الذكرى هو الصاحب الأنيق الأنيس..
«سأظل أذكركم بحجم محبتي
فمحبتي فيض من الوجدان».
لئن غبت - أبا عبدالله - عن العين، فستبقى في الفؤاد إلى الأبد».
د. حسن المدري الفيفي. 4 فبراير 2025م.
وكتب د محمد منور «القيادة بالابتسامة: ما قابلت صديقنا وزميلنا الأستاذ الدكتور هاجد الحربي إلا مبتسما، باسطا أسارير وجهه، ولو قدر لي يوما أن أقابله وهو بغير تلك الصفة فلأنه كان يفكر في شيء يهم العمل ومعضلة يسعى لحلها تشغله أو تسرق منه تلك الأسارير الجميلة التي تعلو محياه، كذلك عرفته هينا لينا سهل القياد سريع الرضا والتسامح، سهل في معاملته، حسن في رفقته وصحبته، كان رحمه الله مساعدا لطلابه، رحيما بهم، متفانيا في الحرص عليهم وعلى تحصيلهم العلمي لدروسهم، وكان خدوما لزملائه في القسم، وإنهاء مطالبهم الأكاديمية والإدارية، يسد النقص، ويجبر الخاطر، ويعفو عن الزلة، ويرضي صاحب الحاجة، كذلك هو في علمه وأدبه وثقافته - رحمه الله - كان ناقدا حصيفا ومثقفا موسوعيا، محبا للتراث والجديد في العلم والمعرفة والأدب والنقد، مطلعا واسع الاطلاع على الأدب المحكي والشفاهي، خبيرا بالشعر فصيحه والمحكي منه، لا تمل حديثه إن تناول شيئا منهما، إن جلست إليه لا تفارقه إلا بفائدة من معرفة أو علم أو ثقافة أو أدب أو رأي نقدي، أو رواية شفهية، أو حسن خلق، أو ابتسامة جميلة صادقة اتجاهك، أو راحة بال، غفر الله لأبي عبدالله وجعل الجنة مأواه وأعاضنا والعلم والأخلاق عنه خيرا، وجزانا عنه وأسرته ووطنه خير الجزاء والمثوبة».
محمد منور - جامعة الملك سعود
وكتب الدكتور الأستاذ صالح معيض الغامدي في رثاء الصديق أ.د. هاجد الحربي، يرحمه الله:
«لا تنخدع بالدهر فهو خؤون
في كل يوم حادث وشؤون
ما كنت أحسب أن يودع هاجد
هذي الحياة وأن تغيب عيون
ماذا أقول وقد سلبت بلاغتي
فأنا بفقد رئيسنا محزون
قد كان أحسن ما يكون حديثه
والعلم إن رمت العلوم فنون
يعلو محياه التبسم دائما
والود يحفظه لنا ويصون
وتراه عند حديثه متبسطا
لكنه بعلومه مسكون
قد كان أجمل ما يكون مسافرا
خير الصحاب، فطيره ميمون
قد كان بالأخلاق نهرا زاخرا
كرم يفيض، بحبه مقرون
عبثا نحاول عد كل خصاله
فالفلك من أفضاله مشحون
غشيتك رحمات الإله زكية
وسقى ثراك من النعيم مزون»
هكذا ودعنا هاجد القائد والزميل والصديق والأستاذ والأب. حقا، إن للموت هيبة، وإن الفراق صعب، ولكن الحياة ستستمر رغم فراق الأحباب، ولا نملك إلا الدعاء لكل الأحبة الذين فارقونا، ومثل د. هاجد سنودع الحياة يوما ما، فيا رب اجعل وداعنا جميلا ومسك الحياة حسن ختام.
** **
- جامعة الملك سعود