سلمان بن محمد العُمري
كشف المؤتمر السنوي الدولي الثامن لأمراض السمنة، الذي عقد مؤخراً أن تكلفة علاجات السمنة ومضاعفاتها بالمملكة قرابة 100 مليار ريال، فيما هناك مليار شخص بالعالم لديه سمنة «كتلة الجسم فوق 30»، وتؤدي السمنة إلى وفاة 2,800,000 مليون شخص سنوياً، بتكلفة علاجات على الاقتصاد العالمي تقريباً أربعة تريليونات دولار سنوياً في أنحاء العالم، وكان علماء ألمان من شركة علوم الحياة Stardoo اكتشفوا أن السمنة المفرطة في السنوات الأولى من العمر تقلل من متوسط العمر المتوقع للإنسان بنحو 50 بالمئة.
تحدث أحد المعلمين الذين تقاعدوا مؤخراً عن ذكرياته التعليمية وكنت أتوقع أن يكون حديثه عن ضعف مستوى التحصيل لدى الطلاب بوجه عام، ولكن حديثه أخذ منحى آخر وهو جدير بالبحث والدراسة من جهة الاختصاص ولا غرابة أن يكون محل نقاش في هذا المجلس وغيره لأنه أصبح ظاهرة سلبية ملحوظة وهو: ظاهرة السمنة لدى الناشئة والشباب، وقال المعلم المتقاعد: في العقد الأول من عملي في التعليم كنت أرى الطالب والطالبين في الفصل من ذوي السمنة وقبل أن أتقاعد أصبحت أرى الفصل جميعه يتسم بالسمنة عدا طالب أو طالبين.
هذه الملحوظة التي ساقها المعلم ونراها عياناً في المدارس والأسواق والتجمعات العائلية جديرة بالبحث والدراسة من جميع الجوانب الصحية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية وبحث مسبباتها والحد من تفاقمها، والسمنة ليست حصراً على هذه الفئة العمرية فقط بل هي ظاهرة عامة وأحدث الدراسات تقول: إن 59 % نسبة السمنة بين السعوديين في المملكة، وبكل تأكيد أن أسباب السمنة لدينا معروفة وإذا عرفت الأسباب سهل العلاج، ومن أبرز الأسباب:
- الرفاهية الزائدة والخمول واحتضان الألعاب الإليكترونية وما يصاحبها من الأكل والمشروبات.
- عدم ممارسة الرياضة بانتظام سواء داخل المنزل أم خارجه.
- عدم اتباع نظام غذائي صحي مناسب للأطفال والشباب، وتولي الخادمات إعداد وجبات الطعام لهم دون النظر لما يفيدهم صحياً وبدنياً وقد يكون الغذاء مليئاً بالسكريات والنشويات والاستمرار في تناولها دون توازن واعتدال.
والبعض يعتقد أن الأمراض المصاحبة للسمنة خاصة بكبار السن وهذا غير صحيح، بل إن إصابة الصغار ببعض الأمراض نتيجة السمنة قد يجعل أمراضهم مزمنة ومستمرة معهم طوال حياتهم.
أتمنى أن يتم دعم المعلمين والمعلمات بوسائل لتوعية الطلاب والطالبات حول الغذاء الصحي وإرشاد الطلاب إلى مخاطر السمنة وقلة الحركة والخمول، وفي المقابل توعية الآباء والأمهات بما يفيدهم لصحة أبنائهم وسلامتهم والبعد عن جميع المأكولات والمشروبات الضارة بصحتهم وتجنبها، لنسهم في حماية أجيالنا القادمة من الأمراض ولنحمي مجتمعنا من كل ما يضر به مستقبلاً، حفظ الله الجميع من كل سوء ومكروه.