إيمان الدبيّان
الحَرمان الشريفان، المسجد الحرام والمسجد النبوي قبلة العالم، مولد سيد بني آدم، نعمة وتشريف وهبهما الله للمملكة العربية السعودية وحكامها، فصاروا خُدّام الحرمين الشريفين بكل عناية واهتمام وتطوير وبذل مستدام، ومن أعمق وأدق جوانب الاهتمام بهما هو جعل الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي جهازاً حكومياً مستقلاً مرتبطاً مباشرة بخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -.
إن الشؤون الدينية في الحرمين الشريفين برئاسة معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس تعمل على تحقيق مستهدفات وبرامج رؤية المملكة برعاية عرابها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -أيده الله- حيث نلمس ذلك في المخرجات الناجعة والسياسات الساطعة، والتوجهات المرسومة والنجاحات الموسومة، والقرارات العميقة التي بالواقع والزمن وثيقة، وأقربها وأجزم أنها ليست آخرها هي القرارات التي صدّرها معالي الرئيس في المدينة المنورة قبل يومين لأصحاب الفضيلة أئمة المسجد النبوي تعزيزاً لدورهم الديني في أداء رسالة الحرمين الشريفين، وتأصيلاً لرسالتهم السامية التي لا تقتصر على الإمامة ولا الخطابة فقط، فدورهم عظيم وأثرهم وتأثيرهم عميم من خلال المهام التي كُلفوا بها وأُسندت لهم في مختلف مجالات وبرامج الشؤون الدينية مثل:
(مشيخة الإقراء، حلقات القرآن الكريم والمتون العلمية، الشؤون الدعوية والإرشادية وبرنامج إجابة السائلين، وبرنامج تعظيم السنة رواية ودراية).
نعم إن كل إمام وخطيب في الحرمين الشريفين يحمل وينشر ويؤدي رسائل عالمية من محرابه ومنبره، مستشعراً مهامه ووظائفه ومضامينها العملية والعلمية، الدينية والوطنية، المحلية والعالمية الإسلامية والإنسانية بكل وسائل التقانة والتقدم التي يسعى معالي الرئيس إلى دعمهم بها وتسخيرها لهم محققين النفع للبشرية بعلمهم وثقافتهم وسمو خلقهم، ومنهجهم في ذلك الوسطية وشعارهم الاعتدال.
أئمة الحرمين الشريفين يصلي خلفهم الملايين ويستمع لخطبهم المليارات الذين يرونهم قدوة ومرجعاً لهم في عباداتهم وتعاملاتهم، ومدركين دورهم وواجبهم تجاه رموزهم الدينية ومكملين معهم أدوارهم التفاعلية نحو أمتهم الإسلامية.
لذا مهم معرفة العالم بأن رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي منار عالمي وفنار دولي بقيادتها الملهمة الذكية، وبرسائلها الإعلامية الثرية، وبكفاءتها وسواعدها السعودية حيث أراها جامعة علمية بدروسها الدينية والعلمية، ومؤسسة مجتمعية بمشاركاتها وحضورها في المؤتمرات والندوات ومعارض الكتاب الثقافية، وداراً توعوية بإثراءاتها الفكرية التي تجعل الطائفين والعاكفين والركع السجود يحملون ذكرى خالدة يروونها إلى أسرهم وفي أوطانهم ومواقع تواصلهم، ذكرى مضمونها الوسطية في وطن السلام والإسلام والإنسانية المملكة العربية السعودية.