هادي بن شرجاب المحامض
عندما نتحدث عن صناعة المستقبل في المملكة فإننا نتحدث عن مسك المؤسسة التي لم تكن مجرد منصة بل مشروع وطني يقف خلفه ويدعمه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء- حفظه الله- بهدف بناء جيل من القادة والمبدعين والمبتكرين. في قلب هذه المسيرة برز بدر الكحيل كأحد القيادات التي أسهمت بشكل جوهري في تحقيق هذا التحول حيث عمل بذكاء استراتيجي وشغف لا حدود له لتعظيم أثر مسك على الشباب السعودي.
لم تأتِ مسك لتكون مؤسسة تقليدية، بل لتكون حاضنة للأفكار، صانعة للفرص، وممكّنة للمواهب. الرؤية كانت واضحة: بناء مستقبل مشرق بقيادة شبابية مؤهلة تمتلك المهارات والمعرفة والثقة لتغيير الواقع. بفضل الدعم المباشر من سمو ولي العهد، أصبحت مسك جسرًا يربط الشباب بفرص محلية وعالمية، حيث توفر برامج تدريبية، تعليمية، وقيادية تستهدف صناعة جيل قادر على المنافسة عالميًا.
في وقت كانت فيه المؤسسات الشبابية حول العالم تتنافس على تقديم المحتوى الأكثر تأثيرًا، جاءت مسك لتضع معايير جديدة في تمكين الأجيال. لم تكن مجرد جهة تدريبية بل منصة شاملة احتضنت المواهب، صقلت المهارات، وربطت الشباب بأكبر الفرص التعليمية والمهنية، مما جعلها منبرًا عالميًا يقود الشباب نحو مستقبل مختلف. بفضل رؤية سمو ولي العهد تحولت مسك إلى مؤسسة ذات تأثير دولي تستقطب الشراكات مع الجامعات والشركات الرائدة عالميًا، وتوفر لشباب المملكة فرصًا لم تكن متاحة من قبل، كل ذلك من خلال نهج غير تقليدي يجعل من التعليم والتطوير رحلة متكاملة تبدأ بالفكرة وتنتهي بالإنجاز.
منذ أن تولى معالي م. بدر الكحيل أدوارًا قيادية في مسك كان شغله الشاغل ألا يكون مجرد مسؤول إداري يؤدي مهامه بشكل روتيني، وإنما أن يشارك في تحقيق أهداف مسك التي رسمها سمو ولي العهد. وبينها تمكين الشباب بمهاراتهم للعمل من أجل المستقبل، ضمن حصول الشباب السعودي على أفضل الفرص التعليمية والتدريبية. وكذلك بناء منظومة تدعم الابتكار والريادة ليصبح الشباب قادة أعمال وليسوا مجرد باحثين عن وظائف. وأن يكون التحول الرقمي لـ»مسك» الطريق لزيادة فعالية وتأثير البرامج المقدمة، وجعلها أكثر قدرة على تلبية احتياجات المستقبل، كل هذه المهام جعلت من مسك بيئة نابضة بالحياة، تتحول فيها الأفكار إلى إنجازات، والطموحات إلى واقع ملموس.
اليوم وبعد رحلة حافلة بالإنجازات، يتولى معالي المهندس بدر الكحيل مسؤولية جديدة خارج مسك، لكنه يترك خلفه إرثًا في مؤسسة مسك، حيث لا تزال بصماته واضحة في كثير من برامج مسك، ولم تكن رحلته مجرد مرحلة وظيفية، بل كانت تجربة ملهمة لكثيرين ممن عملوا واستفادوا من مسك.
مسك مستمرة، لكنها لن تنسى من كانوا جزءًا من بنائها، وقادوا دفتها برؤية ووعي وإخلاص. وبدر الكحيل واحد من هؤلاء القادة الكثر الذين صنعوا الفرق.