سليمان الجعيلان
ربما أن البعض كان يعتقد أو يتوقّع أن مقالة هذا الأسبوع ستكون عن تعثرات الهلال في الجولات الأخيرة في الدوري، وابتعاده نقطياً عن المنافسة على الصدارة، وكذلك عن دور مدرب الهلال جيسوس في هذه الإخفاقات وفشله وعجزه عن معالجة وتصحيح أخطاء فريقه الفنية والدفاعية، أو أنها ستكون عن تأخر إدارة نادي الهلال في التصريح والتوضيح لما يحاك ضد الهلال من تصريحات علنية من المدير الرياضي برابطة الدوري السعودي للمحترفين مايكل إيمناليو، حول قوله إن تحديات سوف يواجهها الهلال، وأيضاً من مطالبات سرية ورسمية من مانويل نافارو رئيس لجنة الحكام في الاتحاد السعودي لكرة القدم كررها لمسؤولي نادي الهلال بالعودة إلى الحكام السعوديين، في تدخل وتطفّل صارخ وسافر في سياسية وسيادة إدارة نادي الهلال، لم يسبقه إليه أحد، أو أنها -أي هذه المقالة- ستكون عن تعرض الهلال لأخطاء تحكيمية تجاوزت الأخطاء التقديرية والطبيعية إلى الأخطاء الغريبة، بل والمريبة كما وصفها بيان نادي الهلال الأخير من بعض الحكام وغرفة الفار دفع الهلال ثمنها كثيراً وغالياً إما بغياب بعض لاعبيه للإصابات أو بخسارة نقاط بعض المباريات.
لا لا ليست هذه المواضيع والقضايا كلها وإنما الذي يؤرِّق ويضايق في المشهد الهلالي الحالي هي كثرة التقسيمات وتزايد الانقسامات وتنامي التصنيفات وتفشي الصراعات داخل البيت الهلالي ليس هذا فحسب، بل والوصول لحد الصدامات والتصريحات بين الهلاليين أنفسهم كما حدث بين بعض جمهور الهلال ورئيس ومدرب وبعض لاعبي الهلال في مشهد ومظهر ليس له علاقة بالهلال ولا يليق بالهلاليين، الذين وصل الأمر عند بعضهم إلى مدى غير معروف عنهم ولا مألوف بينهم وهو أن يصبح للهلال مدرجان كل مدرج يشكك في ولاء وانتماء المدرج الآخر في صورة تكشف خطورة المشكلة وفي رسالة عاجلة لبعض الهلاليين الذين وقعوا في المحظور، وسقطوا في الممنوع بضرورة ردم هذه الفوهة التي تزداد يوماً بعد يوم من خلال فرض تقبل كل الآراء ورفض الإقصاء، خاصة وأن كل مدرج هو يعبر عن امتعاضه واعتراضه على نتائج ومستويات فريقه ولاعبيه بالطريقة التي يراها صحيحة ومن منطلق انتماء وولاء لناديه الهلال لا مزايدة فيها أو مناقشة عنها ولذلك ليس لأحد الحق بتصنيفه أو إقصائه من تشجيع فريقه حتى وإن كان رئيس نادي الهلال أو مدرب فريق الهلال!
وعلى كل حال يواجه الهلال اليوم أزمة ومشكلة فعلية وعملية داخل وخارج الملعب بعد أن انكشفت وانفضحت تصريحات ومطالبات المدير الرياضي برابطة دوري المحترفين مايكل إيمناليو ورئيس لجنة الحكام بالاتحاد السعودي مانويل نافارو كما جاء في بيان إدارة نادي الهلال عقب مباراة الهلال أمام الرياض والتي تتطلب من الهلاليين وأعني هنا كل الهلاليين جمهوراً وإعلاماً ولاعبين سابقين وإداريين وجميع الهلاليين أن يكونوا درعاً حصيناً وسداً منيعاً ضد كل من يحاول أن يصنع العقبات ويضع المعوقات أمام الهلال وأن يلتفوا ويقفوا خلف ناديهم ولاعبي فريقهم من خلال التقييم والتقويم المنضبط والابتعاد عن التقزيم والتحطيم المنفلت وعدم الانسياق خلف من يذكي ويغذّي فكرة تقسيم الهلال وانقسام الهلاليين، لأن هذا ببساطة يساهم ويساعد في تحقيق أهداف خصوم الهلال ومنافسيه.
السطر الأخير
أفهم وأتفهم أن يتجاهل ويتغاضى المدير الفني أو الرئيس التنفيذي عن طرد لاعب لظروف المباراة أو لقرار تحكيمي خاطئ لكن أن يرتكب اللاعب تصرفاً غير مقبول (الضرب) دون كرة ويتم عقب انتهاء المباراة حمل اللاعب فوق الأعناق فهذه جديدة وسابقة خطيرة تعزز عدم احترام الانضباط في ممارسة الرياضة! نقطة آخر السطر.