د.نايف الحمد
يتساءل الكثير من المراقبين عن البيان الهلالي الذي صدر بعد مباراة الهلال والرياض، الذي عبَّر فيه النادي عن تعرضه لظلم تحكيمي كبير في مباراته الأخيرة أمام الرياض بإغفال الحكم لركلتي جزاء للفريق والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة.
البيان تحدث عن تراكم أخطاء الحكام، وتمنى أن لا يكون رفضه للحكم السعودي هو السبب في جلب حكام متواضعين، كما تحدث عن التصريح الشهير لمسؤول رابطة المحترفين (إيمينالو) الذي عبَّر فيه عن رغبته في مواجهة الهلال لتحديات في هذا الموسم.
من الواضح أن إدارة الأستاذ فهد بن نافل وطوال مدة تواجدها كانت تلتزم الصمت وعدم التعليق على الأحداث التي يمر بها النادي، وسياسة الاتزان في الخطاب الإعلامي كانت هي السائدة دوماً، لكن ما يحدث من ضغط على هذه الإدارة منذ مطلع الموسم، ابتداءً برحيل سعود وما يدور حول برنامج الاستقطاب وملف التعاقدات الأجنبية وكذلك جلب حكام مغمورين كانوا سبباً في تعثر الفريق وضياع النقاط أوجد حالة من السخط الجماهيري وأحبط عمل الإدارة، ما جعل من إصدار مثل هذا البيان ضرورة لتسليط الضوء على هذه القضايا وحث المسؤولين على حلها والعمل على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين المتنافسين.
فيما يتعلّق بتصريح إيمينالو فلست مع من يلوم الإدارة على عدم الرد في حينه، كونه يبقى تصريحاً حتى ترى أثر ذلك التصريح على أرض الواقع؛ وقد رأت إدارة النادي أن التحديات التي أشار لها مسؤول الرابطة باتت واقعاً يواجهه الفريق خلال مسيرته ما استدعى الإشارة له في خضم هذه الأحداث.
ما ذكره الهلال في بيانه لم يكن سراً، فمن المعروف أن لجنة الحكام تريد من الإدارة الهلالية الاعتماد على الحكام السعوديين، وتضغط بهذا الاتجاه؛ والنادي عبَّر عن رغبته في أن لا يؤثِّر اعتماده على الحكام الأجانب في الضغط عليه باختيار حكام لمبارياته ليسوا من النخبة، وهذا حقه.. أما التعليق على تصريحات السيد إيمينالو فهي من أبسط حقوق الهلال طالما أنه ذكر الهلال بالاسم وتمنى أن يواجه عقبات في وقت عبَّر فيه عن دور الرابطة في تقديم المساعدة لأندية أخرى!
أعتقد أن أخطاء الحكام كانت مؤثِّرة جداً هذا الموسم واستمرار الأمر بهذا الشكل سيتسبب في فقدان المسابقة لجمالها وطابعها التنافسي.. وواجب المسؤولين العمل على تصحيح هذا الأمر باختيارات صحيحة للحكام الأجانب، ومتابعة برامج تطوير الحكام المحليين والاستمرار في تقييمهم ومحاسبة المخطئين.
نقطة آخر السطر
بكل واقعية أرى أن الهلال هو الفريق الأقوى والأقدر على حسم الدوري.. لكن الفريق يحتاج وقفة جماهيره وهمّة إدارته وفكر مدربه وجهد لاعبيه؛ عندها سيستعيد مكانته في قمة الدوري، فالفوارق واضحة ولا يمكن لها أن تختفي بين عشية وضحاها.