عبده الأسمري
مع التطور الكبير الذي تشهده بلادنا فقد سخَّرت الدولة كل إمكانياتها في سبيل الارتقاء بالعمل الحكومي والخاص والقطاع الثالث إلى أعلى درجات «الجاهزية»، ووفرت «السبل» الكفيلة بصناعة «أداء مختلف» يضع الإنجاز عنواناً رئيسياً لكل مهمات القطاعات؛ مما يستوجب أن يكون هنالك إنتاج يوازي الآمال المعقودة في كل مسؤول استلم منصبه بواجب «التكليف» الذي يتطلب أن تكون «المسؤولية» أسلوباً وسلوكاً وتعاملاً وفكراً تقتضي أن يقدم المسؤول كل ما هو مطلوب منه بكفاءة واقتدار.
هنالك فرق كبير بين ما تمليه «المسؤولية» على أي مسؤول وضعت فيه «الدولة» الثقة وأتاحت له «المكانة والتمكين» و«البصمات» الذاتية التي يسطرها على صفحات «المنصب» التي تعتمد على «التطوير والابتكار والتجديد»، بعيداً عن أداء المهمة عبر دروب «الروتين».
المسؤول عليه أن يكون خارج مساحات الاعتياد والخروج من دوائر «المهام» إلى بصائر «الإلهام»، من خلال صناعة «الفارق» في منظومة القطاع الذي يديره مما يتطلب اختياره لفريق عمل محترف على قدر من «المسؤولية».
المسؤولية واجب وطني يتطلب أن ينظر المسؤول إلى «الفساد» باعتباره معولاً يهدم كل أركان التطور وورماً عصياً يستوطن جسد التنمية، وألا يتعامل معه من منظور النأي بنفسه عن «شبهات التحقيق» أو «توجسات الضبط» فحسب، بل عليه أن يكون ممثلاً لهيئة مكافحة الفساد في إدارته وأن يتعامل مع «المفاسد» كتحديات ومكامن خلل تتطلب الرقابة وتستوجب اليقظة، وأن ينمي في موظفيه هذا الجانب حتى تتكامل الجهود وتتماثل الأفكار في توظيف مصلحة الوطن وتحقيق رؤى الدولة وإنجاز خدمات المواطن.
على المسؤول الحصيف أن يبتعد عن لغة «الفوقية» وعن متاهات «الغرور»، وأن يكون قدوة حسنة لموظفيه في «التواضع» ولغة «الحوار الهادف»، وأن يفتح قلبه قبل مكتبه للمواطنين وأن يكون منصتاً لأفكار «الآخرين» من فريق عمله، وأن يشاركهم «النقاش» وأن يوظف في قطاعه أسس التعاون والتعاضد وأن يلغي «حواجز» المنصب وعراقيل «المقابلة» وأن لا يكثر من حجج «الانشغال»؛ لأن العمل الجماعي سر من أسرار النجاح.
على كل مسؤول أن يدرس ملفات «سابقيه» وأن يكمل «المهمة» حتى وإن كانت «شاقة»، وألا يأتي إلى إدارته مستمعاً لفريق سابق دون الاجتماع بكل الموظفين حتى تتشكل الصورة لديه من زوايا مختلفة ليتخذ «القرارات» بنظرة شاملة.
على كل مسؤول أن يحوِّل العمل إلى «بيئة جاذبة» وأن يطور من إمكانيات موظفيه وأن يرصد مطالبهم، وعليه أن يوظِّف مبدأ التحفيز والتعزيز» وأن يتخذ «العقاب» بالتدريج، مع أهمية التعامل وفق «اللوائح»، مع ضرورة الاجتماع الشهري الودي الاجتماعي أو ربع السنوي على الأكثر مع فريق عمله؛ حتى يربط الموظف بالوظيفة من جانب نفسي ومعنوي مما ينعكس على الأداء، مع أهمية غرس «المسؤولية» في كل فرد فيهم حتى يصنع الجميع المنجزات بسواعد وطنية تراهن على صناعة «المستقبل المشرق» وتكون واجهة مضيئة للاقتداء في كل الاتجاهات.