عبدالرحمن العطوي
موقف المملكة العربية السعودية ثابت لا يتزحزح بشأن القضية الفلسطينية وهذا الموقف الذي جاء رداً على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول سكان غزة المدمرة والذي يقارب عددهم مليوني نسمة وحديثه بأن يتم تهجير هؤلاء السكان للدول المجاورة حيث قوبل هذا التصريح والاقتراح بالرفض التام من جميع الدول العربية وفي مقدمتها مملكة الإنسانية (المملكة العربية السعودية) التي اتجهت الأنظار صوبها كان البيان الذي أكدت فيه المملكة موقفها الثابت ورفضها القاطع لتصفيتها أو تهجير شعبها وأن السلام العادل والشامل لا سبيل له إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.
كان تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تهجير الفلسطينيين ولقاؤه رئيس وزراء إسرائيل في واشنطن قبل أيام أقتبس ما كتبه رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك في مقاله اليومي في هذه الصحيفة (اعتدنا في ثقافتنا الشعبية حين يتحدث الإنسان بإفراط، ويكثر من الكلام، ويكون كلامه بلا ضوابط حين الإعلان عن أفكاره بأنه (جاب العيد!) والرئيس ترامب قابل رئيس الكيان الإسرائيلي وتحدث معه بانفلات وتهور، فانطبق عليه ما يُقال إنه جاب العيد
تصريحاته غير المسؤولة لم تقل بها حتى إسرائيل، ولم يسبقه إليها كل رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية وهي مناهضة للعدالة، والسلم العالمي، وحقوق الإنسان، والأعراف الدولية، وقرارات الشرعية الدولية، وهي اعتداء غير مشروع على حقوق شعب فلسطين، وتصفية قضيته، وحرمانه من العيش في أرضه، ومناصرة للعدوان عليه، ودعم إسرائيل في تهجيره، وأن البديل عن التهجير إبادته... إلخ).
وبالفعل مقولة (جاب العيد) التي اوردها الأستاذ خالد المالك وهذا مثل شعبي دارج عند الجميع، لكن الموقف السعودي الشجاع الثابت الراسخ المتجذر منذ قيام هذه الدولة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وحتى يومنا هذا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لم يتغير وجاء بيان وزارة الخارجية ليلجم كل متربص وتثبت للجميع موقف المملكة العربية السعودية التي ترفض تهجير الفلسطينيين، وعدم التطبيع مع إسرائيل ما لم تكن هناك دولة فلسطينية وعاصمتها القدس، وتجريم كل ما فعلته إسرائيل بحق الفلسطينيين في غزة، وهو موقف ثابت وتعودناه من الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
ففي هذا البيان من الوضوح والشفافية والصراحة والالتزام بالموقف السعودي الثابت من القضية الفلسطينية ما ينسف أي تفكير بإجهاض مشروع الدولة الفلسطينية، أو يدعو إلى تهجير الفلسطينيين من ديارهم وأراضيهم، هذا الموقف السعودي الشجاع ينسجم مع الثوابت في السياسة السعودية، ويرسل رسالة واضحة مباشرة بأن ملف القضية الفلسطينية ليس مجالَ تفاوض أو تنازلات أو مزايدات، أو موقفا يكون ضد تصفية حقوق الفلسطينيين.
وهنا نستذكر مقولة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حول همة السعوديين بقوله «همة السعوديين مثل جبل طويق.. ولن تنكسر إلا إذا انهد هذا الجبل وتساوى بالأرض» وتلك الهمة تتجسد كذلك في مواقف المملكة التاريخية وخاصة القضية الفلسطينية فهي الدولة المؤثرة القوية التي سطرت مواقفها الإنسانية في المحافل الدولية والوقفة المشرفة الخالدة مع القضية الفلسطينية فتلك من همم قادتها الرجال الأقوياء المؤثرين وستبقى مواقفها خالدة لا تنكسر.