عبد العزيز الهدلق
منذ أن استحوذ صندوق الاستثمارات العامة على الأندية الأربعة، وهناك جهود حثيثة لتطوير هذه الأندية والرفع من مستوى منافستها، بتطوير الأداء الإداري لديها، والجانب الاستثماري، بما يخلصها من حالة الدوران في حلقة الديون التي سيطرت عليها خلال السنوات الماضية، ويستثنى من هذه الحالة نادي الهلال المتفوق في تطبيق الحوكمة والممارسة الإدارية الحديثة، بما حماه من الديون، وأدخله نطاق الأرباح والفوائض المالية.
لكن الملاحظ أن هناك تفاوتاً في الدعم المقدم لهذه الأندية من قبل برنامج الاستقطاب، الذي أحاط أعماله بسرية تامة، وأصبح المتابع يحكم على العمل من خلال مخرجاته فقط، وليس من خلال تفاصيله، فالمخرجات تؤكد أن هناك تفاوتاً في الدعم المقدم؛ فنادٍ مثل الاتحاد مثلاً تعاقد مع خمسة لاعبين أجانب جدد خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، بدلاً عن خمسة لاعبين أجانب جرى تصريفهم، وهم الذين تم استقطابهم بتمويل من البرنامج الموسم الماضي، كما استبدل مدربه جياردو ثاني أغلى مدرب في العالم بمدرب جديد لا يقل قيمة عن سابقه، فضلاً عن تسديد ديون تفوق (300) مليون ريال. وفي فترة الانتقالات الشتوية الماضية أبرم نادي النصر عن طريق برنامج الاستقطاب أكبر صفقة تعاقد في العالم بتعاقده مع الكولومبي دوران بمبلغ (77) مليون يورو، في حين تعاقد الهلال مع لاعب المواليد كايو بمبلغ (9) ملايين يورو.!
هذه الاستقطابات فيها تفاوت كبير من حيث المبالغ ونوعية اللاعبين. وإذا علمنا أن الهلال سبق وأن طلب التعاقد مع دوران بمبلغ (40) مليون يورو، وتم الرفض بحجة ارتفاع القيمة المالية، في حين تمت الموافقة للنصر بالتعاقد معه بمبلغ (77) مليون يورو! فإن ذلك يؤكد بلا شك تفاوت الدعم، وهذا التفاوت في الدعم يؤدي في النهاية إلى عدم عدالة في التنافس في الملعب بين فرق مدعومة وفرق غير مدعومة!.
وأمام عدم منح الهلال حقه العادل في الاستقطاب كان هناك ضغط عليه للسماح للاعب سعود عبدالحميد للمغادرة للاحتراف الخارجي، (ولن نتحدث هنا عن هذا الاحتراف الذي جاء عاجلاً ومرتجلاً) فخسر الهلال عنصراً قوياً ومهماً في تركيبته الفنية، كما خسر عنصراً أجنبياً كان يمكن أن يستفيد منه في خطوط المقدمة بدلاً من أن يحضر بديلاً لسعود عبدالحميد في خط الدفاع، وهذا التصرف أضعف الهلال وأضر به.
زوايا
** بيان نادي الهلال جاء قوياً وشجاعاً، وجاء بعد قوة تحمل وصبر طويل على ما يتعرض له الفريق الأزرق من أخطاء تحكيمية غريبة، أسقطته من صدارة الدوري، ليس في مباراة ولا مباراتين بل أكثر من ذلك، والأخطاء التحكيمية ليست من نوعية الأخطاء التقديرية التي يختلف عليها الحكام، بل من الأخطاء المتفق عليها والتي لا يقع فيها مبتدئ.! وفي المقابل كان المنافس يستفيد من أخطاء مماثلة تحصل له في مبارياته، بشكل متكرر.! أليس في ذلك ما يدعو للتساؤل والدهشة!. وما يجعل المتابع يربط بين تلك الأحداث التحكيمية وبين تصريح المدير الفني برابطة دوري المحترفين مايكل ايميليانو الذي سبق أن قال إن الهلال سيتعرض لتحديات، وأتمنى أن يتعرض لها لأن ذلك في مصلحة الدوري.!
** لجنة الحكام استقدمت لمباراة الهلال والرياض كوكتيل حكام أجانب من عدة دول متخلفة كروياً.!
** ماذا يمكن أن نتوقع من حكام أجانب تجلبهم لجنة الحكام من الدومينكان وتصنيفها كروياً لدى الفيفا في المركز (141)، أو من نيكاراجوا وتصنيفها (130)، أو من السلفادور وتصنيفها (81) عالمياً.!؟ إن القيادة في بلادنا تتطلع لأن يدخل دورينا ضمن الخمسة الأفضل في العالم، فيما لجنة الحكام تستقدم حكاماً من دول تجاوز تصنيف كرتها المركز (100) في العالم، في تصرف يعاكس تطلعات القيادة أيدها الله، ولا يتسق مع مستهدفات التطوير الرياضي، ولا مع الدعم السخي الذي تقدمه الدولة للرياضة والأندية.
** لا يمكن أن تجبر لجنة الحكام الأندية بالموافقة على الحكم المحلي من خلال الاستعانة بأضعف وأردى الحكام الأجانب حول العالم.
** بأخطاء الحكام هبط الهلال عن مقعد صدارة الدوري، وبأخطاء الحكام أيضاً صعد الاتحاد للصدارة.
** أتمنى من مدرب الهلال في مباراته اليوم أمام الوصل الإماراتي أن يتيح الفرصة لأكبر عدد ممكن من البدلاء للمشاركة؛ لإراحة النجوم الذين أرهقتهم كثرة المشاركات، والحفاظ على سلامتهم لوجود مباراة مهمة ومفصلية السبت القادم أمام الاتحاد، ولن تكون نتيجة مباراته اليوم ذات أهمية حتى ولو خسرها.
** لا يمكن إعفاء إدارة الهلال من بعض الأخطاء خلال الموسم، فكان واجباً بعد التعاقد مع متعب الحربي بقيمة (120) مليون ريال أن يتم التخلص من لودي مباشرة واستقطاب لاعب أجنبي في خط الوسط المتقدم، ويفعل الهلال في هذا الشأن مثلما تفعل الأندية الأخرى بسرعة إنجاز هذا الملف، فنحن نرى الآن معاناة مهاجمي الهلال في الحصول على فرص للتسجيل.
** لا أعرف من هو المسؤول المباشر عن (القوة الزرقاء) في المدرج الهلالي، فعلى هذا المسؤول الآن وبشكل عاجل سرعة إعادة النظر في تشكيل هذه القوة وإبعاد العناصر الدخيلة التي أساءت للمجموعة وأساءت لنادي الهلال ونجومه ومدرجه الجميل؛ فليس مقبولاً أن تصدر هتافات مسيئة من أقوى وأجمل مدرج، فهذه تصرفات دخيلة تؤكد أن هناك عناصر تسربت وتسللت إلى داخل المجموعة، وبات ضرورياً كشفها وإبعادها.