ناصر زيدان التميمي
الإرادة هي واحدة من أهم القوى الداخلية التي يمتلكها الإنسان والتي تلعب دورًا أساسيًا في تحديد مسار حياته وتحقيق أهدافه. تعبر الإرادة عن القدرة على اتخاذ القرارات، تحمل المسؤوليات، والمثابرة لتحقيق الطموحات رغم الصعوبات والتحديات.
الإرادة هي القوة الدافعة التي تمنح الإنسان القدرة على المضي قدمًا سواء كان ذلك لتحقيق حلم شخصي، تجاوز عقبة معينة، أو حتى التغلب على ضعف داخلي. تعتبر الإرادة المحرك الأساسي للإبداع، الصبر، والنجاح، حيث تعمل كجسر يربط بين الأفكار والطموحات وبين الواقع الذي يسعى الشخص لتحقيقه،: (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ).
بدون إرادة قوية قد تتلاشى الأحلام وتبقى مجرد أفكار عابرة. الإرادة تمنح الإنسان القوة لتحويل الأفكار إلى أفعال. تواجه الحياة الكثير من التحديات، والإرادة تساعد على تجاوزها بثقة وصبر. عندما يتمكن الشخص من تحقيق شيء بفضل الله ثم إرادته، يزداد شعوره بالإنجاز ويصبح أكثر إيمانًا بقدراته. الإرادة تعزز من قدرة الإنسان على التحكم في مشاعره وتصرفاته مما يساعده على بناء شخصية متزنة وقوية.
الشخص ذو الإرادة القوية لا يستسلم بسهولة ويستمر في المحاولة رغم الإخفاقات. وهو قادر على ضبط نفسه والتحكم في قراراته دون الانجراف وراء العواطف. يملك الجرأة على اتخاذ خطوات نحو تحقيق أهدافه ولديه تفاؤل وثقة بأنه قادر على الوصول إلى ما يطمح إليه.
الأهداف المحددة تجعل الإرادة أكثر تركيزًا وفاعلية، والعمل على تحقيق الأهداف الصغيرة يعزز الشعور بالإنجاز ويقوي الإرادة. النجاح لا يأتي بين ليلة وضحاها، والصبر عنصر أساسي لتنمية الإرادة، مكافأة النفس عند تحقيق تقدم بسيط تُحفّز على الاستمرار، ويجب النظر إلى الإخفاق كفرصة للتعلم والنمو بدلًا من كونه عائقًا.
الأشخاص ذوو الإرادة القوية يشكلون أعمدة المجتمع؛ فهم قادرون على الابتكار وإدارة الأزمات والعمل بجد لتحقيق نهضة المجتمع. عندما يمتلك أفراد المجتمع إرادة جماعية نحو التغيير الإيجابي، يمكنهم التغلب على أي تحديات تواجههم، يقول صلى الله عليه وسلم: (..احرص على ما ينفعُك، واستعنْ بالله، ولا تعجز..) الإرادة ليست شعورا أو فكرة بل سلاح قوي يمكن أن يغير حياة الإنسان بالكامل. عندما يتسلح الشخص بالإرادة فإنه يصبح قادرًا على تحقيق المستحيل وتجاوز العقبات. وكما قال المتنبي:
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ