راشد الزهراني
نسمع كثيراً عن الشخصية النرجسية أو السمات النرجسية والتي تختلف من شخص لآخر ومن بيئة لبيئة ومن فئة إلى فئة والحديث عنها يحتاج إلى موسوعة علمية وكيف كانت نظريات الفلاسفة من علماء النفس والاجتماع عن هذه السمات أو الصفات العدائية القاهرة..!
اضطرابُ الشخصية النرجسي هو حالة صحة نفسية تتميز بنمطٍ مستمر من الشعور بالفخامة أو العَظَمة، والحاجة إلى الإعجاب، والافتقار إلى التعاطف. يبالغ الأشخاصُ المصابون باضطراب الشخصية النرجسي في تقدير قدراتهم، ويبالغون في مُنْجَزاتهم، ويميلون إلى التقليل من شأن قدرات الآخرين.
قد تندهش كثيراً عندما تقرأ في صفات أو سمات الشخص النرجسي ذكراً كان أو أنثى وكيف يمارسون حياتهم أو كيف يرى من حوله ممن يعرفهم من الناجحين أو من هم أفضل منهم في كل شيء وخاصة إذا كان قريباً له وأغلب ما تكون مثارة بين الإخوان ممن قهرتهم ظروف الحياة أو الظروف العائلية أو المادية فيصبح يحمل حقداً وكراهية، بل حاسداً لمن حوله وأغلب هؤلاء النرجسيين هم من الفاشلين في حياتهم أو ممن تكشفت أقنعتهم وبان فشلهم أمام الآخرين.. فيبدأ يبحث عن ضحية يكيد لها كيداً عنيفاً وإن كانت تربطه معها علاقة حميمة.. وبسبب فشله أخذ يجحد ما كان يتمتع به من نعم، بل أصبح يتضجّر بمن حوله.. وهم يسلطه على كل من حوله بسبب فشله.. يقذف بالأكاذيب والشائعات والاتهامات والغدر رغم أن كل من حوله يدركون تمام فشله وكذبه ولكن النرجسي لا يعترف، بل يناضل بشراسة ولا يستسلم ويصر على مواقفه..!
مثل هذه الصفات كيف تعالج أو كيف نتقي شرها؟ بل أصبح يشكل خطراً على أسرته والمجتمع وكيف تكون تربيته لأبنائه وبناته..!
المتحدثون عن هذه الصفات يعتبرونها من أخطر أعداء البشر..!
الأمر يحتاج إلى وقفة تأمل وتدخل عاجل من الجهات المعنية لمكافحة مثل هذه السلوكيات التي بدأت تتسع وتنخر في جدار المجتمع.. لدرجة أن بعض الحالات يدخل فيها التهديد بالانتقام وخلق المشاكل والتهديد بالقتل..
وهناك من علماء النفس والاجتماع من يقول بأن السمات النرجسية أخطر على المجتمع من متعاطي المخدرات.. أو ممن لعبت بعقولهم المخدرات وأوصلتهم إلى ما هو أخطر درجة في قياس النرجسية.
من هنا أناشد عبر هذه الصحيفة أن تعتزم كل من وزارة الشؤون الإسلامية والاجتماعية والموارد البشرية والجهات الأمنية والإعلام... بتخصيص أسبوع سنوي لمكافحة السمات النرجسية وبيان مخاطرها على المجتمع وعلى مستقبل الأجيال القادمة.. وأن يكون هناك حزم وعزم لا تهاون فيه..
وقد يكون أغلب هؤلاء النرجسيين هم من مدمني المخدرات والعياذ بالله.. وما خفي قد يكون أعظم...!
ويكون دور الإعلام مهماً جداً في إظهار أبرز سمات النرجسي من خلال الندوات والمسلسلات الدرامية والمحاضرات والندوات التي تساعد في كشف هذه الشخصيات وكيف يتم التعامل معها أو مكافحتها وعلاجها بالطرق السليمة حتى لا تتسع شرورها وتكون الأسرة ضحية ذلك...!
فمتى نسمع عن اليوم العالم لمكافحة الإنسان النرجسي..!