عيسى الخاطر - الدمام:
افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، أمس، منتدى الأحساء 2025، الذي تنظمه غرفة الأحساء بالتعاون مع الشريكين الاستراتيجيين: هيئة تطوير الأحساء وشركة أرامكو في دورته السابعة بعنوان «الأحساء.. اقتصاد مستدام»، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء وعدد من أصحاب المعالي الوزراء وقطاعات الأعمال والمستثمرين.
وأكد سمو أمير المنطقة الشرقية أن هذه الدورة من المنتدى تنعقد والمملكة تشهد عديدا من الإنجازات المحلية والعالمية المتتالية على جميع المستويات، وهو ما يبرز اهتمام القيادة الرشيدة بمدن ومحافظات المنطقة والمملكة كافة، ويؤكد كذلك مكانة محافظة الأحساء، وما تتميز به من إمكانات طبيعية وبشرية وصناعية متنوعة.
وقال: «إن تجربة هذا المنتدى الناجح في نسخه السابقة على كل المستويات تعد نموذجا لصورة العمل التضامني المجتمعي التنموي الذي نتطلع إليه جميعا تماشيا مع رؤية المملكة 2030، ويبرز المنتدى مكانة واحة الأحساء كوجهة استثمارية واعدة وجاذبة ويدعم خطواتها نحو التطور والتنمية واستقطاب الاستثمارات والمشروعات، والأحساء مؤهلة تماما للنمو والتوسع والتطور والتميز، والجميع ولله الحمد يعمل بروح تشاركية وتكاملية لتحقيق أهداف وتطلعات الدولة بما يعود بالنفع على الجميع».وافتتح سموه المعرض المصاحب للمنتدى، ثم قام جولة في أجنحته وأركانه المختلفة، وشاهد مع الحضور عرضا مرئيا استعرض مسيرة المنتدى وإنجازاته، وفيلما وثائقيا بعنوان «الأحساء.. اقتصاد مستدام».
وزير السياحة
من جانبه بيّن معالي وزير السياحة أحمد الخطيب في كلمته في المنتدى أن منظومة السياحة تدعم عديدا من المشروعات السياحية في الأحساء بهدف تعزيز القطاع السياحي في ظل ما تتمتع به من مميزات استثنائية تؤهلها لأن تصبح من الوجهات السياحية الكبرى في المملكة والمنطقة، مشيرا إلى أن الأحساء حققت نموا سياحيا استثنائيا، مسجلة معدلات نمو غير مسبوقة.
وكشف الخطيب عن النمو القياسي الذي شهدته السياحة في الأحساء، حيث تجاوز إجمالي عدد السياح المحليين والوافدين في المحافظة 3.2 ملايين سائح في عام 2024م، بنسبة نمو تقدر بنحو 500 في المائة مقارنة بعام 2019م، فيما تجاوز إجمالي إنفاق السياح في العام الماضي 3.3 مليارات ريال، بنسبة نمو تقدر بنحو 400 في المائة مقارنة بعام 2019م.
وأشار خلال مشاركته بكلمة في منتدى الأحساء 2025 بدورته السابعة، إلى أن المنتدى يعد من أبرز الفعاليات الاقتصادية التي يترقبها المستثمرون في مختلف القطاعات الاقتصادية بالمملكة، مما يعكس الأهمية الاقتصادية والتاريخية لمحافظة الأحساء، كما استعرض الإنجازات المتعددة التي حققها القطاع السياحي في المملكة خلال عام 2024م الذي شكل عاما فارقا في رحلة قطاع السياحة المزدهر في المملكة.وأشاد معالي وزير السياحة بالنقلة النوعية التي شهدها قطاع الضيافة في الأحساء، حيث حقق عدد المرافق السياحية المرخصة في المحافظة نموا بنسبة 52 في المائة مقارنة بعام 2023م، كما بلغ عدد الغرف المرخصة في المحافظة 2700 غرفة بنهاية العام الماضي، مشيرا إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها منظومة السياحة، مشيرا إلى أن صندوق التنمية السياحي قام بتمويل عدد من المشروعات النوعية في المحافظة، أبرزها فندق «هيلتون الأحساء» من فئة خمس نجوم، و»راديسون بلو» و»هيلتون جاردن إن» وغيرها من المشروعات السياحية.وأوضح أن وزارة السياحة نفذت عددا من المبادرات وبرامج الإعفاءات والحوافز المتنوعة؛ التي تهدف إلى تحسين البيئة الاستثمارية في الأحساء، وقد استفادت منها مشروعات عدة وصلت قيمتها الإجمالية إلى ثلاثة مليارات ريال في المحافظة.وأفاد بأن الوزارة تعمل على تأهيل الكوادر الوطنية، من خلال توفير أكبر عدد ممكن من الفرص التدريبية لأبناء وبنات الأحساء، وقدمت كذلك أكثر من 5300 فرصة تدريبية للكوادر الوطنية في المحافظة منذ عام 2023 حتى اليوم، متجاوزة بذلك نسبة 50 في المائة من مستهدف الفرص التدريبية التي خصصتها الوزارة للأحساء، التي تم الإعلان عنها في النسخة السابقة من المنتدى.
وزير التعليم
من جهته أكد معالي وزير التعليم الأستاذ يوسف البنيان على الدعم الكبير المتواصل الذي يحظى به قطاع التعليم من القيادة الرشيدة، الذي يأتي إيمانا بأهميته كأحد مرتكزات النهضة التنموية التي تعيشها المملكة، مشيدا بانضمام الأحساء لمدن التعلم العالمية، ضمن شبكة اليونسكو لمدن التعلم، منوها بما تتميز به الأحساء من الموارد البشرية وما تحققه من إنجازات تعليمية على المستويات الدولية والإقليمية.
واستعرض جهود الوزارة لرفع مستوى مشاركة القطاع الخاص في تقديم الخدمات التعليمية عالية الجودة، مؤكدا حرص الوزارة للتحول نحو اقتصاد المعرفة ومجتمعات التعلم، إلى جانب مواكبة التوجهات العالمية في التعليم، داعيا إلى استثمار الفرص المتاحة في مجالات التعليم والبحث العلمي والابتكار، بما يواكب مستهدفات رؤية 2030.
نائب وزير البيئة
بدوره بيّن معالي نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور بن هلال المشيطي، أن مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي بلغت نحو 109 مليارات ريال في عام 2023، ومن المتوقع أن تبلغ 112 مليار ريال في عام 2024، منها 12 في المائة من محافظة الأحساء، لافتا النظر إلى أن الوزارة تقوم بالعمل على مشروعات زراعية مبتكرة في الأحساء، وأن الأحساء أول محافظة على مستوى المملكة تحقق استدامة واستخدام كامل للمياه على مستوى المملكة.
وكشف مساعد وزير الاستثمار الرئيس التنفيذي لهيئة تسويق الاستثمار (SIPA) المهندس إبراهيم بن يوسف المبارك، عن وصول عدد رخص الاستثمار الأجنبي في الأحساء إلى 103 رخص بإجمالي استثمارات تبلغ 2.5 مليار ريال، مبينا أن هناك فرصا استثمارية في الأحساء بنحو 50 مليار ريال، مؤكدا على الأهمية الاقتصادية والاستثمارية الكبيرة للأحساء.
وأكد أن الأحساء تمتلك كل المزايا التنافسية التي تؤهلها لجذب الاستثمار ورؤوس الأموال خاصة في قطاعات الزراعة والنقل والتنمية العقارية والصناعة واللوجستيات والسياحة والثقافة والتراث، داعيا جميع المستثمرين المحليين والعالميين للاستثمار في الأحساء، معلنا عن إدراج الأحساء ضمن برنامج ومنصة «استثمر في السعودية».
مساعد وزير الطاقة
بدوره أوضح مساعد وزير الطاقة لشؤون البترول والغاز المهندس محمد بن عبدالرحمن الإبراهيم، أن وزارة الطاقة بقيادة سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان تعمل على تعزيز موثوقية إمدادات الطاقة في المملكة، مشيرا إلى أن ذلك يأتي ضمن استراتيجية الوزارة لضمان موثوقية مصادر الطاقة وتلبية الطلب المتزايد، وأن المملكة ستواصل مسيرتها نحو تحقيق الريادة العالمية في كل أشكال الطاقة.وقال: «إن الوزارة بصدد طرح منافسة لإنشاء مرفق متكامل لتعبئة وتخزين غاز البترول السائل في محافظة الأحساء، مما يسهم في فتح السوق لهذا المنتج، مما يمثل إضافة نوعية للبنية التحتية لقطاع الطاقة في الأحساء»، متوقعا أن يسهم هذا المشروع في تعزيز سلاسل الإمداد وتحسين كفاءة التخزين والتوزيع، ويقدر أن تصل مبيعاته إلى نحو مليوني برميل سنويا بحلول عام 2030، الذي يؤكد الدور المحوري للأحساء كمركز استراتيجي لدعم النمو في القطاع.
رئيس أرامكو
من جهته، كشف رئيس أرامكو وكبير الإداريين التنفيذيين -الشريك الاستراتيجي للمنتدى- المهندس أمين الناصر، أن مشروع تطوير حقل «الجافورة» أكبر حقل للغاز الصخري في الشرق الأوسط، هو المستحيل الذي تحقق، وذلك بإجمالي استثمارات أكثر من 100 مليار دولار خلال الـ15 عاما المقبلة، متوقعا أن يسهم بنحو 23 مليار دولار سنويا في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، مبينا أن المشروع يعزز مكانة المملكة كأحد أهم منتجي الغاز في العالم، مشيرا إلى أن المشروع مهم لتحقيق هدف السعودية برفع طاقة الغاز بأكثر من 60 في المائة بحلول عام 2030.
وأشار إلى أنه استكمل تطوير المرحلة الأولى من مشروع مدينة الملك سلمان للطاقة «سبارك» واستقطاب أكثر من 60 مستثمرا محليا وعالميا بقيمة تجاوزت 12 مليار ريال وإجمالي يفوق 40 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، مبينا أن عدة مصانع بدأت بالتشغيل الفعلي والأخرى قيد البدء، لافتا النظر إلى أن جميع عمليات أرامكو لخدمات الحفر والدعم اللوجستي لجميع حقول النفط والغاز في المملكة تدار اليوم من مدينة «سبارك».
وبيّن أن مبادرة أرامكو في نسخة المنتدى الماضية في 2023 الخاصة بإنشاء أكبر مركز متخصص لذوي الإعاقة في المنطقة، ستنتهي مراحله النهائية في فبراير 2026، مبينا أن الأحساء محرك رئيس للتنمية والاستثمار بخطواتها الثابتة نحو المستقبل في جميع القطاعات، وأنها ستظل في صدارة المشهد الاقتصادي الوطني، مشيرا إلى أن الأحساء هي جزء أصيل من تاريخ أرامكو وأن أرامكو هي جزء من تاريخ الأحساء.
غرفة الأحساء
من جهته، ثمن رئيس مجلس إدارة غرفة الأحساء عبدالعزيز الموسى، رعاية سمو أمير المنطقة الشرقية للمنتدى، مبينا أن هذه الدورة ستشهد انعقاد (10) جلسات عمل (10) ورش عمل و(10) عروض ريادية ضمن مسرح الأعمال في مجالات عدة، بمشاركة (65) متحدثا ومتحدثة، إضافة إلى عرض فرص استثمارية مجمعة متنوعة بلغ عددها (45) فرصة استثمارية بقيمة إجمالية تفوق (14) مليار ريال سعودي، في قطاعات مختلفة، أبرزها: السياحة، والتنمية والتطوير العقاري، والنقل والخدمات اللوجستية، والصناعة والزراعة.
وأكد الموسى على ما تشهده الأحساء خلال الفترة الأخيرة من نمو وتطور في مختلف القطاعات والمجالات، مبينا أن هذه النسخة الاستثنائية من مسيرة المنتدى تتطلع إلى وضع أثر مباشر يدعم فرص دخول الأحساء لمرحلة جديدة من جذب الاستثمارات الكبيرة وإطلاق المشروعات والبرامج التنموية وفقا لمستهدفات رؤية 2030، مثمنا الشراكات المتميزة التي بناها المنتدى عبر مسيرته الناجحة.
اتفاقيات
وشهد سمو أمير الشرقية مراسم توقيع اتفاقيات تعاون، الأولى «دعم جذب الاستثمارات القائمة على الإبداع والابتكار في الأحساء» بين وزارة الاستثمار ومركز الأمير أحمد بن فهد بن سلمان لتطوير الأعمال (سنا) بغرفة الأحساء، والثانية «برنامج إطلاق الحاضنة الصناعية وتمكين رواد الأعمال الصناعيين» بين جامعة الملك فيصل وصندوق التنمية الصناعية السعودي، والثالثة «تعزيز الاستثمار في البيئة والتنمية المستدامة للغطاء النباتي في الأحساء» بين هيئة تطوير الأحساء والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، والرابعة «إقامة مصانع منخفضة الخطورة» بين الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن) وأمانة الأحساء.
وفي ختام الحفل كرم سموه الشركاء الاستراتيجيين للمنتدى وضيوف شرف المنتدى من كوريا وبقية الشركاء الحكوميين والرعاة والداعمين ولجان المنتدى.