مها محمد الشريف
من عاصمة القرار الرياض تستضيف المملكة العربية السعودية مباحثات بين واشنطن وموسكو، وأعلنت استعدادها لاستضافة قمة ترامب وبوتين وعودة الحوار إلى المشهد السياسي بين البلدين، وإمكانية عقد قمة تجمع بينهما في المملكة، بعدما تصاعد التوتر في العلاقات الدولية بين الغرب وروسيا والعلاقات بين واشنطن وموسكو. هناك تحول كبير في العلاقات من خلال الدور السعودي كوسيط قادر على حل أعقد النزاعات الدولية؛ نظراً لسياسة المملكة الناجحة والثقة الكبيرة فيها دولياً وحكمة قيادتها وعلاقاتها الدولية الواسعة من خلال استضافتها لهذا الاجتماع غير المسبوق، ونشاط دبلوماسي عالمي يعزز دورها المحوري ودبلوماسيتها القوية.
الوساطة السعودية تعيد العلاقات الدبلوماسية بين موسكو وواشنطن بعد مباحثات بين الأطراف في العاصمة الرياض، والمملكة تتّسم بأهمية استراتيجية ومكانة سياسية واقتصادية عالمية متميزة، فالطريق إلى السلام مهما كان طويلاً ومعقداً يظل الأمل الكبير لإخماد الحرب المنهكة. حين تتجه القيادات السياسية إلى السلام يمكن أن تتعامل مع الشروط التاريخية والمحتملة، والتحضيرات التي تسبق اللقاء بأهمية بالغة ودقيقة وفاعلة في إدارة السلام، فقد أعلنت الخارجية الأمريكية، أن الوزير ماركو روبيو، ونظيره الروسي سيرجي لافروف، اتفقا خلال «محادثات الرياض» على تشكيل آلية تشاور لمعالجة القضايا الخلافية التي تشهدها العلاقات الثنائية، بهدف اتخاذ الخطوات اللازمة لتطبيع عمل البعثات الدبلوماسية، مع تعيين فرق رفيعة المستوى للبدء في العمل على مسار لإنهاء الصراع في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن بطريقة دائمة ومستدامة ومقبولة من جميع الأطراف، فيما وصفت روسيا المحادثات مع الولايات المتحدة بـ«الجادة والناجحة».
تسعى المملكة لتعزيز الأمن والسلام العالميين وتجعله في إطار مساعيها، بهذا المعنى تكون السياسة فناً، والأفكار تلعب دورها الكبير وتحصل على امتيازات التأثير السياسي ونقلة كبرى في الدبلوماسية الدولية، وتقود السلم إلى ما تصبو إليه الأمم والدول من أمن واستقرار، ويجب أن نضيف هنا ما قدمته الرياض من جهود لوحدة دول المنطقة واستقرارها وإيجاد حلول للنزاعات والحروب المتكررة التي تعاني منها شعوب المنطقة، حيث تشكل سياستها صمام أمان داعماً لتحقيق السلم الدولي والاستقرار من خلال التركيز على التنمية والشراكات الاقتصادية والتجارية.