سلطان مصلح مسلط الحارثي
في ظل الأخطاء التحكيمية المتكررة، والتي تضرر منها فريق الهلال، وأزاحته عن صدارة دوري روشن، خرجت إدارة نادي الهلال ببيان وصف بالقوي، تطرقوا فيه بشكل مباشر لأخطاء حكم مباراة الهلال والرياض، وعرجوا فيه على بقية الأخطاء التحكيمية، التي خسر من خلالها الهلال 9 نقاط، وأنهوا البيان، بالحديث عن «التحديات» التي أعلن عنها المدير التنفيذي لرابطة دوري المحترفين، النيجيري إيمينالو، والتي أثارت جدلاً واسعاً، لم يحسن المسؤولون في الرابطة التعامل معه، ليصبح اليوم شاهداً على الرابطة ومسؤوليها.
بيان الهلال القوي، جاءت فيه معلومة غريبة ومستغربة، فقد أكد على أن رئيس لجنة الحكام في اتحاد كرة القدم السعودي، حاول مع الإدارة الهلالية عدة مرات ليستعين بالحكم المحلي!
هذه المعلومة الرسمية، والتي لم تُنف من لجنة الحكام أو اتحاد الكرة، تعتبر كارثية بحق المنافسات الرياضية الكروية، فأداء الحكم المحلي من خلال ما نشاهده في مباريات الدوري ضعيف جداً، ولا يرتقي ليقود مباراة من مباريات دوري يلو، ناهيك عن دوري روشن، باستثناء حكم أو حكمين، ويكفي أن نستشهد بالإيقافات المتتالية لـ3 حكام، خلال الأسبوعين الماضيين، بعد أن ارتكبوا أخطاء فادحة، رغم وجود تقنية الفيديو! فكيف يريد رئيس لجنة الحكام أن تثق الأندية بحكامه الضعفاء؟ وهل يريد أن يثبت نجاحه ونجاح عمله، بوجود الحكم المحلي سواء كان أداؤه مقنعا أو غير مقنع؟ وهل استعان رئيس لجنة الحكام بحكام أجانب ضعفاء وغير معروفين، على شاكلة السلفادوري والنمساوي، ليديروا مباريات الدوري السعودي، حتى يجبر الأندية على الحكم المحلي؟
أسئلة كثيرة، تتناثر أمام المشهد الرياضي دون أي إجابة، ولكن يبقى بيان الهلال، فيه إدانة كبيرة للجنة الحكام ورئيسها الذي أمضى في رئاسة اللجنة عدة سنوات، ولم يقدم ما يشفع لاستمراره.
دخلاء أم جهلاء!
لا يمكن فهم بعض التصرفات الخادشة التي تخرج من بعض مدرجات الأندية تجاه أنديتها ومسؤوليها ولاعبيها ومدربيها، في بعض الأحيان، فالمشجع الذي يحضر للمدرج يُفترض أنه حضر ليدعم ويساند فريقه، لا (ليصفر ويستهجن) وتصدر منه بعض الحركات غير الأخلاقية، فالمشجع أياً كانت ميوله، هو الأساس الذي تبني عليه الأندية تواجدها وحراكها في المشهد الكروي، وإن وقف ضد ناديه في المدرج، فمن يبقى للنادي ليتكئ عليه، ويكون سبباً في دعمه ومساندته؟
المدرجات تعتبر منطقة محظورة، وينبغي للمشجع الذي يقتص تذكرته ويحضر، أن يكون داعماً لفريقه أياً كان حاله، وإن كانت لديه بعض الملاحظات أو النقد، فاليوم يستطيع أن يوصلها بسهولة، فالأندية ومسؤولوها ولاعبوها ومدربوها، يتواجدون في مواقع التواصل الاجتماعي، وبالإمكان أن توصل رسالتك أو ملحوظتك أو نقدك أو عتبك لمن تريد، ووقت ماتريد، وبالشكل الذي تريد.
أقول ذلك بعد مشاهدتي لبعض حالات الصفير والاستهجان التي حدثت في المدرج الهلالي، والتي مست بعض اللاعبين، لتجبر إدارة الأستاذ فهد بن نافل للخروج والحديث عن هذه الحالة التي تكررت في المدرج الهلالي مع أكثر من لاعب (كنو ولودي والحمدان والبليهي)، وفي مباراة الهلال والرياض، تجاوز بعض المشجعين على النجمين (سافيتش ومالكوم)، في تصرف غريب وغير مبرر ولا يمكن فهمه، ليضعنا أمام حالة تساؤل، هل هؤلاء فعلاً ينتمون للهلال؟ ولماذا يرتكبون هذه الحماقة ليؤثروا على فريقهم بهذا الشكل؟ اليوم أصبح البعض يشكك في انتماء هؤلاء، فهل هم فعلاً دخلاء أم أنهم جهلاء؟ إن كانوا دخلاء فيجب خروجهم من المدرج الهلالي، وإن كانوا جهلاء فيجب أن يتم توجيههم من قبل الجمهور نفسه، حتى لا تكبر قضية «الهتافات»، وتصبح ظاهرة غير صحية، في مدرج كان مضرباً للمثل في الدعم والمساندة والمؤازرة.
أخيراً.. من حق المشجع أن ينتقد ويبدي رأيه، ولكن هذا يجب أن يكون في حدود، فالتشكيلة التي يختارها المدرب، وأسماء اللاعبين، والقرارات الفنية والإدارية، تعتبر من تخصص العاملين في النادي، فهم الأقرب والأعرف، ودعمهم واجب على المشجع، وفي حال الإخفاق، يحق لهم العتب والنقد، ولكن هذا لا يكون في المدرج، إنما في مواقع التواصل المفتوحة.
تحت السطر
- إن كانت إدارة الهلال مقتنعة بأن كل ما يحدث لفريقها هو من خلال التحديات التي أطلقها النيجيري ايمينالو، أو بسبب التحكيم، فقد وقعت في خطأ شنيع، ولن يكون مقنعاً للمشجع الهلالي في حال إخفاق فريقها، فالتحديات الخارجية لم يواجهها الهلال من اليوم فقط، إنما واجهها منذ 60 سنة، واستطاعت إدارات الهلال المتلاحقة أن تتجاوزها بالعمل وصناعة فريق يستطيع أن يتجاوز جميع التحديات الخارجية، وينتصر عليها وعلى الحكم قبل المنافس.
- مواجهة التحديات الداخلية أهم بكثير من مواجهة التحديات الخارجية، فإن استطعت تعديل مسار فريقك، واستطاع مدربك أن يستعيد توازنه، فلن تلتفت لأي تحديات خارجية.
- مباراة الهلال والاتحاد يوم السبت، ستكون مفصلية لفريق الهلال، فإن خسر سيكون الاتحاد اقترب كثيراً من تحقيق لقب الدوري، وهذا يجعل الهلال ينزل للمباراة بضغوط أكبر لتحقيق الانتصار وتقليص الفارق بينه وبين الاتحاد.