أ.د.عثمان بن صالح العامر
تذكر المصادر التاريخية أن 22 فبراير 1727م يوافق 30 جمادى الأولى من عام 1139هـ شهد تولي الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - الحكم في الدرعية، ولذا كان هذا التاريخ بداية التأسيس للدولة السعودية التي نعيش نحن مرحلتها الثالثة ولله الحمد والفضل والمنّة.
- وعندما تمكَّن الإمام تركي بن عبد الله عام 1240هـ من إقامة الدولة السعودية الثانية نقل العاصمة إلى الرياض واستمرت هي العاصمة حتى اليوم.
وفي عام 1391هـ انطلق جلالة الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - من الرياض لتوحيد المملكة العربية السعودية، وليعلن المرحلة الثالثة لهذا الكيان العظيم.
واليوم في عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء - حفظهما الله وأدام عزهما - أضحت الرياض والدرعية جسداً واحداً عاصمة لهذا الكيان الشامخ القوي المتماسك بفضل الله عزَّ وجلَّ أولاً ثم بحنكة وحكمة وتشجيع ودعم قيادته، وتراص وتعاضد شعبه.
لقد قال مولاي خادم الحرمين الشريفين في حسابه الرسمي بمنصة تويتر (x): (نعتزّ بذكرى تأسيس هذه الدولة المباركة في العام 1139هـ/ (1727م)، ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم؛ أرست ركائز السلم والاستقرار وتحقيق العدل.
وإن احتفاءنا بهذه الذكرى؛ هو احتفاءٌ بتاريخ دولة، وتلاحم شعب، والصمود أمام كل التحديات، والتطلع للمستقبل.. والحمد لله على كل النعم).
ويقول سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء (لدينا عمق تاريخي مهم جداً موغل بالقدم ويتلاقى مع الكثير من الحضارات. الكثير يربط تاريخ جزيرة العرب بتاريخ قصير جداً، والعكس إننا أمة موغلة في القدم).
واختيار هذا التاريخ ليكون يوم التأسيس، هو من باب الوفاء لكل رجل شارك في مرحلة البناء من أول يوم وحتى تاريخه، وبذل نفسه رخيصة في سبيل ذلك، هذا الاختيار يؤرِّخ لهذه الدولة ميلادها الحقيقي منذ تولي الإمام محمد بن سعود حكم الدرعية، ويثبت التضحيات التي بُذلت منذ الأيام الأولى للإمام ومَن معه من الرجال في سبيل إقامة الدولة السعودية الأولى والمحافظة عليها قويةً راسخةَ الأركان في ظل تحديات وصعوبات عدة، ذكرها المؤرِّخون وسجَّلوا أحداثها بدقة ووضوح.
لقد سطر قادة بلادنا المملكة العربية السعودية سجلاً حافلاً بالأمجاد وصفحات مليئة بالمآثر، وحق هذا وذاك أن ينغرس في ذهنية الجيل ليس مجرد دروس عابرة ولكن كونه مكوناً أساساً في الشخصية السعودية، ومرتكزاً مهماً في بنائنا الحضاري ومقوماً رئيساً لتنميتنا المستدامة التي بها نصنع الحاضر ونستشرف الغد، وفق رؤية سعودية واعدة 2030 صيغت لنكون في مصاف دول العالم الأول رغم كل التحديات (الطبيعي منها والمفتعل)، وهذا الهدف العزيز تقع مسئولية تحقيقه على عاتق مؤسسة التنشئة الاجتماعية جميعاً بلا استثناء، فالوطن قادته ومبادئه وقيمه وأمنه ومستقبله وإنسانه أعز ما نملك، ومن أجل هذه المنظومة الوطنية الغالية لدى كل مواطن مخلص يجب أن تتكاتف الجهود، وتبذل الطاقات وتتحفز الهمم ونتذكر في يوم التأسيس ماذا قدم الماضون ونحن على أثرهم سائرون وخلف خطاهم متبعون..
حفظ الله هذا الكيان وأمد في عمره، وحفظ لنا قادتنا ورموزنا الوطنية وعلماءنا الربانيين وجنودنا البواسل وشعبنا الأبي.. ودمت عزيزًا يا وطني، وإلى لقاء، والسلام.