د. محمد الشيخ أبو الهيجاء
نحتفل بيوم التأسيس للمملكة العربية السعودية، لهذا للعام 2025م، ولله الحمد والإنجازات والاكتشافات الطبيعية على هذه الأرض المباركة تتحقق وتتوالى، في شتى المجالات، وتزداد رفعة وقوة، في ظل قيادة رشيدة بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، وقائد الرؤية المباركة سمو ولي العهد سيدي الأمير محمد بن سلمان آل سعود حفظه الله، التي أولت كافة الجوانب الاهتمام والرعاية، والبحث عن تنويع مصادر الدخل واكتشاف الثروات الطبيعية للبلاد، وهذا يأخذنا للحديث عن صحراء الربع الخالي، وما تحمله من كنوز، ظاهرها رمال وباطنها ثروات طبيعية لا حصر لها، فتعد صحراء الربع الخالي رابع أكبر صحراء في العالم، وأكبر صحراء رملية، وتأخذ مساحة الثلث الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية، حيث يتجزأ الربع الخالي حول أربع دول هي اليمن وعمان والإمارات، وجزؤها الأعظم في السعودية، وتشكل تقريبا ربع مساحة المملكة، تمت تسميتها بهذا الاسم من قبل الرحالة والمكتشف يوهان لودفيك بركهارت السويسري في كتابه الذي أنتجه عام 1829، كما وصفها أيضا الرحالة البريطاني تشارلز دوتي بالربع الخالي، لذلك أصبح هذا الاسم التاريخي مشهورا ما بين العرب، إلا أن رمالها مجبولة بثروات ضخمة من النفط والغاز الطبيعي والمعادن والمياه الجوفية، والحديث عن الربع الخالي، يأخذنا إلى تسليط الضوء على أهميته من الناحية الاستراتيجية للأمن المائي في المملكة، فطبقا لبعض الدراسات، تسبح رمال الربع الخالي على بحيرة مياه جوفية عذبة بقدر مياه الخليج العربي كاملا، وبسبب كون الربع الخالي مصب أودية نجد وبعض أودية عسير واليمن وعمان، فإن هناك تأكيدا واسعا بوجود مخزون كبير من المياه تحت رماله، وكانت البداية تتمثل في مشروع جلب المياه من الربع الخالي لمنطقة نجران لتوفير مياه الشرب العذبة على مدار الأربعين عاما المقبلة، ما يؤكد لنا الثروات الطبيعية والكنوز الجيولوجية التي تزخر بها أكبر صحراء رملية متصلة في العالم، وفي مقدمتها المياه الجوفية.
ختاما ومنذ تأسيس المملكة، وتحت شعار -يوم بدينا- يحق لنا أن نفخر بالاهتمام الكبير من القيادة بالمشروعات الاستراتيجية والتنقيب عن النفط والمعادن واستخراج المياه الجوفية في صحراء الربع الخالي، وبمناسبة يوم التأسيس نفخر بقوة الإرادة التي تتحلى بها القيادة الرشيدة، ورغبتها الأكيدة في تحويل الأحلام إلى حقائق على الأرض، فهذه الصحراء التي فتنت الرحالة والمستكشفين، بجمال كثبانها الرملية وسحر سمائها المرصعة بالنجوم لم تعد خالية، بل أصبحت مصدرا للحياة للأجيال القادمة، ونرجو الله أن تستمر الإنجازات والاكتشافات والاخبار المفرحة في كل ذكرى تأسيس لهذه المملكة المباركة.
** **
الرياض - خبير في مجال المياه