د.عبدالعزيز الجار الله
تزامن يوم تأسيس الدولة السعودية 22 فبراير 1727 مع اجتماعات نزع فتيل وتهديدات بقيام حرب ثالثة ما بين أمريكا وأوروبا من جهة، وروسيا وحلفائها من جهة أخرى. في 18 نوفمبر 2025 استضافت المملكة في قصر الدرعية بمحافظة الدرعية بمنطقة الرياض التي دُمرت عام 1818 من قبل الدولة العثمانية بقيادة إبراهيم باشا، واعتبرت نهاية للدولة السعودية الأولى التي أسسها الإمام محمد بن سعود عام 1727، في مثل هذه الذكرى ذكرى التأسيس جرت المصالحة الأمريكية - الروسية الأهم حتى الآن في هذا القرن.
تأتي هذه المزامنة السياسية كرمزية لدولتنا الداعية للسلم العالمي والاستقرار، قيام الدولة السعودية بمراحلها الثلاث، وهي دعوة لاستقرار العالم حيث استقرت شبه الجزيرة العربية بعد قيام دولتنا واستقرت باقي دول الجزيرة العربية بمساحة إجمالية مقدارها (2,8) مليون كيلومتر مربع، تبلغ مساحة السعودية نحو (2) مليوني كيلومتر مربع تمثل المملكة 70 % من مساحة الجزيرة العربية، ودول الجزيرة العربية : الكويت، السعودية، البحرين، قطر، الإمارات، عمان، اليمن، وعدد سكانها: السعودية والخليج واليمن يبلغ (90) مليون نسمة.
ففي قصر الدرعية في العاصمة الرياض 18 نوفمبر، وبتوجيه من سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، جرت محادثات بين روسيا والولايات المتحدة، بحضور الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية ومعالي الدكتور مساعد العبدان وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء، وشارك على رأس الوفد الروسي وزير الخارجية سيرجي لافروف، فيما ترأس الجانب الأمريكي وزير الخارجية ماركو روبيو، في مباحثات هدفت إلى إرساء السلام، وانتهت المباحثات على التالي:
- الاتفاق على إزالة الحواجز الدبلوماسية، وتعيين السفراء بين موسكو وواشنطن، وصياغة تسوية للصراع في أوكرانيا. ورفع القيود عن التعاون الاقتصادي، واتفقا على وضع أسس للتعاون المستقبلي بين واشنطن وموسكو، وآلية لتطبيع العلاقات بين البلدين. وتم التوافق على تعيين فريق تفاوضي رفيع المستوى لبدء العمل على مسار إنهاء الحرب في أوكرانيا.
فالدرعية عاصمة الدولة الأولى التي دمرتها الدولة العثمانية لحجبها عن المشهد السياسي عام 1818، عادت الدرعية مع الرياض إلى المشهد مرة أخرى بعد (7) سنوات 1824 حتى انتهت الدولة السعودية الثانية عام 1891، وبعد انتهائها بعشر سنوات، أعادها بحمد الله عام 1902 الملك عبدالعزيز يرحمه الله، أعاد الدولة السعودية الثالثة وعاصمتها الرياض وأعاد الوهج التاريخي للدرعية.
هذه العاصمة الأولى الدرعية 1727 التي شهدت ولادة المملكة تقود أهم المصالحات في التاريخ المعاصر بين أمريكا وروسيا التي تتجه المصادمات بينهما منذ فبراير عام 2022 الغزو الروسي لأوكرانيا لإشعال حرب ثالثة يهدد بحرب نووية تجر الكوارث على العالم، أو صراع طويل يدمر اقتصاد العالم. لتأخذ الدرعية هذه الأيام الصدارة العالمية كمدينة تذكر العالم بأنها مدينة استقرار في دولة تدعو للسلام.