خالد بن حمد المالك
أكثر من ثلاثة قرون انقضت منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى، وامتدادها في الدولة السعودية الثانية، تليها الوحدة التي جمعت الأرض المشتتة في دولة واحدة منذ أكثر من قرن، وربع القرن، وهي ما عُرفت بالدولة السعودية الثالثة، وما بين التأسيس بقيادة الإمام محمد بن سعود، والوحدة بقيادة الملك عبدالعزيز، قصص خالدة تُروى، وبطولات وتضحيات لا تُنسى.
* *
من الدولة السعودية الأولى، مروراً بالدولة السعودية الثانية، إلى الدولة السعودية الثالثة، كانت هناك تحديات وتآمرات لا حدود لها، خسرنا الدولة السعودية الأولى بقيادة الإمام محمد بن سعود، ثم الدولة السعودية الثانية بقيادة الإمام تركي بن عبدالله، لكن بالعزيمة والإصرار، والنظرة البعيدة لقيام دولة شامخة، قام الملك عبدالعزيز باسترداد حكم الآباء والأجداد، فكانت انتصاراته انطلاقة للدولة السعودية الثالثة باسم المملكة العربية السعودية.
* *
واليوم، ومع الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ها هي المملكة تخطو ضمن الدولة السعودية الثالثة خطوات متسارعة في استكمال بناء دولة حضارية، توفر للمواطنين كل متطلباتهم، بما لا سابق لها بهذه السرعة والتطور في دولة أخرى، ضمن أمن واستقرار في دولة تقود ولا تُقاد، وتقفز إلى الصفوف الأولى ضمن عشرين دولة كبرى في العالم، بل وتتميز على بعضها.
* *
لم تستكن دولتنا أمام مؤامرات هزمتها مرة وثانية، ولم تستسلم للقوة الغاشمة التي أرادت ألا يقوم لدولتنا قائمة، فإذا بعبدالعزيز لا يكتفي بتحرير جزء من أراضي المملكة، وإنما يستعيدها كاملة، ويوحِّدها بمثل ما نراه الآن.
* *
الدولة السعودية الأولى بقيادة الإمام محمد بن سعود (1139هـ-1233هـ الموافق 1727م-1818م) وعمرها 94 عاماً، كانت عاصمتها الدرعية، بينما الدولة السعودية الثانية (1240هـ-1309هـ الموافق 1824م-1891م) وعمرها 69 عاماً، وعاصمتها الرياض، أما الدولة السعودية الثالثة (1319هـ-1902م) فعمرها إلى اليوم 127 عاماً، وعاصمتها الرياض، ومع كل دولة من الدول الثلاث، هناك البطولات، والإنجازات، والتاريخ الذي يستحق أن يُروى وأن يُحكى، وكل عام ومع ذكرى التأسيس ووطننا الغالي بخير.