رقية سليمان الهويريني
لك أن تتخيل انعقاد اجتماع الرئيسين الروسي والأمريكي في بلد كان يقع في صحراء قاحلة يتناثر سكانها في أرجاء العالم طلباً للعيش قبل التوحيد السياسي!
وليذهب بك الخيال بعيداً حين يعود بك الزمن عدة عقود لترى سكان هذه البلاد الحبيبة وهم في شظف من العيش، تتناوشهم القبلية المقيتة وحالات مأساوية من الغارات بين القبائل يتخللها القتل والسبي والسرقة، بدافع الجوع حيناً، وأحياناً بسبب افتقاد النظام، فليس ثمة قانون يحكم غير مبدأ (الغلبة للأقوى)!
وقد صاغت حكومتنا الرشيدة مبدأ إحلال السلام بطريقة دبلوماسية حضارية حين أبدت استعدادها لعقد الاجتماع الساخن بين الرئيسين الندين، بل وتكون مهندسة هذا اللقاء الاستثنائي! فلم تكتف بالمتابعة والترقب مثل بقية الدول بيد أنها زاحمت لتحمل المفاتيح الخاصة بأقفال الملفات السياسية المؤصدة! وهي حين تنافس في هذا المضمار فلأنها ترى الفرصة مؤاتية لإبراز قدراتها السياسية الطموحة ومقدراتها الاقتصادية الفاعلة على قيادة العالم عبر خطط سياسية واقتصادية تنموية مستدامة باستطاعتها التعامل مع كافة المستجدات من خلال إيجاد الحلول الواقعية للقضايا ذات الصفة الملحة للقرن الحادي والعشرين.
ولئن كان الاجتماع المرتقب سيتناول القضايا السياسة والاقتصادية بشكل خاص؛ فإن رؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تتخطى هذه الجزئية لتعالج المسائل العالقة في العالم.
إن سعي المملكة وتعاونها في تحقيق أهداف السلام الدولي وجهودها الملوسة لتحقيق إنجازات غير مسبوقة عالمياً؛ تؤكد التزام حكومتنا باغتنام الفرصة للتصدي لتحديات المستقبل كما يشير لذلك سمو ولي العهد دوماً. ولأن المملكة هي الدولة العالمية الأولى التي ينعقد بها هذا الحدث الأكبر منذ إنشائها؛ فهو يبرز الدور المحوري والقيادي الإقليمي والدولي على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
والحكومة السعودية وهي تدير عجلة التحول الوطني ضمن رؤية 2030 التي تشمل إصلاحات اقتصادية ومجتمعية كبيرة ممهورة بمكافحة الإرهاب وتقليم أظافر الفساد؛ فهي تضطلع بمهمة المشاركة بقيادة العالم سياسياً بثقة واقتدار، وستبهر العالم بالتفرد حين الخروج بنتائج تصب في بحر السلام العالمي والتنمية المستدامة، وهو هدف حكومات الدول المتحضرة ومنشود شعوبها.