د. عيسى محمد العميري
لا يختلف اثنان على جهود المملكة العربية السعودية من قبل ومن بعد لرأب الصدع في أكثر من موقف، وفي أكثر من بؤرة خلاف وحرب حصلت في الماضي. فقد كانت جهودها التاريخية وعلى مدى فترات ماضية على رأب الصدع في العلاقات بين الدول، وعلى صعيد المثال لا الحصر. كانت جهودها لتقريب وجهات النظر والتي كان آخرها في السودان الشقيق جراء الأزمة التي يمر بها والخلاف بين الأشقاء المتخاصمين، فنظمت المؤتمرات تلو المؤتمرات واللقاءات، فكانت جهود بناءة وذات تأثير كبير أسفر عن نتائج إيجابية محدودة، ولكنها كانت بداية مهمة على طريق الحل وبذلت الكثير من الجهود المضنية لتحقيق تلك الغاية المنشودة، وذلك من واقع يقينها التام بأن هذا الهدف يخدم واقع الأمة العربية ويرفع من شأنها بين الأمم والمجتمعات والدول في العام أجمع، وقد أشرنا إليها هنا للتذكير والانطلاق لحدث آخر مهم على صعيد العالم بأكمله وهو جمع قادة أكبر بلدين في العالم، وهما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك سعياً لتحسين العلاقات بين البلدين، والتي يتوقع أن تكون أرض المملكة المنطلق لحلها في القمة المنتظرة بين زعيمي البلدين.
ومن جهة أخرى نقول: إن مجرد عقد مثل هذه القمة في الرياض يعطي الانطباع المهم بالمدى الدولي للمملكة، ومن جانب آخر أيضاً هو العديد من الأسباب التي من أهمها أن صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان له مكانة سياسية مرموقة لدى رئيسي هذين البلدين، كما وتأتي تلك الجهود استمرارا لعمل المملكة المتواصل في إيجاد سلام دائم في العالم، هذا بالإضافة الى أن المملكة العربية السعودية لطالما تبنت الكثير من مبادرات السلام لتقريب وجهات النظر بين الخصوم وفي مواقع الصراعات المختلفة في العالم، كما إن سياسة المملكة تحظى بالثقة والمصداقية بين أكبر قطبين في العالم، ويوفر موقع المملكة الاستراتيجي قدرتها على تبني المبادرات الدولية، وأيضاً تعد المملكة لاعباً دولياً رئيسياً في حل الأزمات والخلافات الدولية، ويعزز كل تلك الأسباب استقرار المملكة ونموها داخلياً الأمر الذي انعكس على حضورها وريادتها المهم. والله ولي التوفيق.
** **
- كاتب كويتي