محمد عبدالله القميشي
تحتفل المملكة العربية السعودية بيومٍ عزيز على قلوب أبنائها وكل عربي ومسلم وهو يوم التأسيس، الذي يصادف الثاني والعشرين من فبراير 2025. هذا اليوم يمثل ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود في عام 1139هـ، عندما تولى حكم الدرعية، التي كانت بمثابة القلب النابض للجزيرة العربية.
إنه يومٌ يعكس عمق التاريخ والتراث والحضارة التي تتمتع بها المملكة، حيث كانت البداية لتأسيس كيانٍ قويٍّ ومتين، قام على مبادئ الإسلام وقيم العدل والوحدة.
في ذلك اليوم، تأسست الدولة السعودية الأولى تحت شعار «لا إله إلا الله، محمد رسول الله»، لتصبح نواةً لدولة عظيمة امتدت عبر مساحات شاسعة من الجزيرة العربية. وقد شهدت تلك الفترة توحيد القبائل تحت نظام إداري منظم، مما أدى إلى تكوين نسيج اجتماعي متماسك، قاده حكامٌ حكموا بالشريعة الإسلامية، وسعوا لتحقيق الاستقرار والازدهار.
تُعتبر المملكة العربية السعودية موطنًا لأقدس المقدسات الإسلامية، وهي الحرم المكي والمسجد النبوي، اللذان يوجه إليهما ملايين المسلمين أنظارهم من كل أنحاء العالم. وتفتخر المملكة بتنظيمها لفريضتي الحج والعمرة، حيث تستقبل ملايين الحجاج والمعتمرين سنويًا، في تنظيمٍ دقيقٍ يعتمد على أحدث التقنيات، مما جعلها رائدة في مجال الأمن السيبراني على مستوى العالم.
ولا تقتصر إنجازات المملكة على الجانب الديني فحسب، بل تمتد لتشمل الجوانب الإنسانية والسياسية. فقد قدمت المملكة مساعداتٍ عديدةً لدول عربية وإسلامية، مما أكسبها لقب «مملكة الإنسانية». كما تتمتع بثقلٍ سياسيٍ كبيرٍ على الساحة الدولية، بفضل حكمة قيادتها وقدرتها على إدارة الأزمات والمواقف الدولية بفاعلية.
وتُعد المملكة نموذجًا للاستقرار والأمن والرخاء، حيث يتمتع المواطنون والمقيمون على أرضها بنعمة الأمن والرعاية الصحية المتقدمة والتعليم المجاني الذي يواكب أحدث التطورات التقنية. كما توفر المملكة فرصًا واسعةً في مجالات الثقافة والفنون والترفيه، مما يسهم في رفع جودة الحياة لسكانها. بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر شبكة النقل في المملكة من الأكثر تطورًا، حيث يتمكن المواطنون والمقيمون من التنقل بسهولةٍ وأمانٍ بين مناطق المملكة الواسعة.
في هذا اليوم العظيم، ندعو الله أن يحفظ المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة، وأن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار والرخاء، لتظل دائمًا رمزًا للعطاء والخير والوحدة.