د. إبراهيم بن جلال فضلون
«لقد ملكت هذه البلاد التي هي تحت سلطتي بالله ثم بالشيمة العربية، وكل فرد من شعبي هو جندي وشرطي، وأنا أسر وإياهم كفرد واحد، لا أفضل نفسي عليهم ولا اتبع في حكمهم غير ما هو صالح لهم حسبما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم» كلمات أسست يوما مجيدا في حياة ملوكنا الكرام -طيب الله ثراهم- كالملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، لتعيش المملكة قرونها الثلاثة بتجربة سياسية فريدة، لزم لها أن تترابط لحظاتها منذ الوهلة الأولى لها عام 1727م بذلك المعلم الذي نعيد إليه كل من يسأل عنا، من هي المملكة العربية السعودية؟.. ليكون إعلان يوم التأسيس 22 فبراير من كل عام، الذي أعلنه خادم الحرمين الشريفين، يوم تأسيس لتاريخ الجزيرة العربية كلها، متأصلا بعمق المسافة التاريخية والحضارية عبر الأزمنة التي تميزنا فيها بصلابة التاريخ الذي صنعه مؤسسو هذا الوطن بمراحله الثلاث، التي لم تأت من فرضيات الصدف لتشكيل صيغة الدولة السعودية التي انطلقت من الدرعية، نقطة ارتكاز في بناء نموذج الدولة المدينة، لتشهد انتقال روابط القرابة والقبائلية وصولا لرؤية ذات تفكير سياسي شامل من الاستقرار، وتمهيدا لمآلات تحول اقتصادي حاضر قائم على الاعتماد السعودي بكافة مناشط الحياة الزراعية والتجارية وغيرهما حتي باتت الأن بأيدي «صنع في السعودية» منطلقة من «النواة التاريخية» إلى الرؤية المستقبلية حيث عنان السماء، وها هو يوم التأسيس يحقق الأمنية، السعوديون وكلمة الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود: «تولينا حكم المملكة العربية السعودية... معتزين بهذا الإرث المجيد الذي ورثناه كابرا عن كابر، الذي أسس على تقوى الله وطاعته، دستوره القرآن الكريم، وعاده سنة محمد صلى الله عليه وسلم، فعلى أسسه نحن ماضون»، أجل شعبا أبيا يحمي دينه وعروبته ووطنه بإيمان قال عنه الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود: «إن إيمان هذا الشعب بالله، وتماسكه وتفانيه في خدمة وطنه والكفاح في سبيل استقلاله وحريته هو السبيل الذي أوصل هذا الشعب وهذا البلد الكريم إلى ما هو عليه الآن، وتحدث عن كياننا الكبير الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود: «استطاع الملك عبدالعزيز وبفضل الله أن يؤسس هذا الكيان الكبير، ليعيد له الأمن بمعايير يعز على الآخرين الوصول إليها، ويحقق لشعبه أفضل مستويات الحياة الإنسانية المرفهة والمستقرة، حتى أصبحت بلادنا مضرب الأمثال في العزة والكرامة والتقدم والازهار».
إن يوم التأسيس قصة بداية وجمال رواية، يحاكيها ويشهد لها التاريخ مجدا وعزا، فصصا نقشت حروفها بمداد من الفخر، على منهاج واضح قال عنه الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود: «قامت الدولة السعودية الأولى منذ أكثر من قرنين ونصف على الإسلام، وعلى منهاج واضح في السياسة والحكم والدعوة والاجتماع».
فبدأت الدولة من حقبة طويلة للتوحيد والبناء، أرسى لها العظام قواعد دولة فتية، امتدت من الخليج العربي إلى البحر الأحمر في نهضة حضارية وثابة شهدت لها كلمات الملك عبدالله بن عبدالعزيز: «إن بلادنا ولله الحمد شهدت منذ تأسيسها على يد الموحد الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- نهضة حضارية شاملة، استهدفت الإنسان السعودي في عيشه وعمله وأمنه وصحته وتعليمه».
أجل، صارت الدرعية عاصمة دولة كبرى شاسعة الأرجاء بمشروع الوحدة والبناء وسار الأبن البار والحكيم المؤرخ الملك سلمان بن عبدالعزيز مسجلا لنا ذلك اليوم بتاريخ منظومة متكاملة لوطن امتد عبقه التاريخي ثلاثة قرون مديدة بالرخاء، حافلة بالعز والبناء قائلا عنه: «نحمد الله دائما على ما أنعم به علينا في هذه البلاد، من أمن واستقرار ورخاء وتنمية، وسنسعى لحاضرنا ومستقبلنا، مستلهمين ذلك من تضحيات الآباء والأجداد، من أجل رفعة الوطن وشعبه».
وبأيد وطنية، برجال حالمين خلف صاحب رؤية تنموية، لديه القدرة على توظيف كامل المقدرات والإمكانات في سبيل الوصول إلى الهدف الاستراتيجي، بعيدا عن النفط الأسود الذي وصمنا بالاعتماد عليه وحسب، وتقهرها الطاقات الشبابية بقيادة ولي العهد الأمين تلميذ أبيه الحكيم، حافرين اسميهما بين الزعماء الحقيقيين من المؤسسين ذوي السياسية وعقلها وحكمتها، التي نجدها بين كلمات ولي العهد الأمين: «إن بلادنا ولله الحمد شهدت منذ تأسيسها على يد الموحد الملك عبدالعزيز - يرحمه الله- نهضة حضارية شاملة، استهدفت الإنسان السعودي في عيشه وعمله وأمنه وصحته وتعليمه».
إن كاشفي الحقائق لم يدركوا كل تاريخنا، ولم ولن يستطيعوا التنبؤ بما ستأتي به الأيام، فقد تعملنا الصبر والصمود وكيف نحارب الكثير من الأفكار الهدامة والمتطرفة داخليا وخارجيا، فطريق التاريخ صعب السير فيه إلا لذوي الهمم؛ حفظ الله وطننا قيادة وشعبا، ووفق حكومتنا الرشيدة لطرائق المجد والتقدم والريادة دائما، مؤكدين قول سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، بقوله: «طموحنا أن نبني وطنا أكثر ازدهارا، يجد فيه كل مواطن ما يتمناه، فمستقبل وطننا الذي نبنيه معا لن نقبل إلا أن نجعله في مقدمة دول العالم».