محمد العشيوي - «الجزيرة»:
في ليلة غنائية وطنية امتزجت بها نجوم السماء بأضواء المسرح وقف فنان العرب محمد عبده على مسرحه الشامخ ليحاكي قصة وطن عريق بأعمال وطنية ظلت محفورة في ذاكرة السعوديين، وأصبحت هي الأعمال التي يتغنى بها السعوديون في كل محفل بكلمات والحان وطنية خالصة لتجسد الوفاء والحب الذي يكنه محمد عبده تجاه الأغنية الوطنية بعمق الأغنية السعودية الضاربة في جذور الجزيرة العربية، لتكون المحصلة أربعة أعمال وطنية، حيث دشن الليلة الغنائية (ليلة سهيل) بأغنية «يا سلامي على العوجا» و «أنا من هالأرض» و«حدثينا يا روابي نجد» و «فوق هام السحب».
تجمل حفل محمد عبده في يوم التأسيس بلوحات موسيقية وطنية ليكون أكثر من مجرد أمسية غنائية، وتجسد بلوحة فنية بعمق حب الوطن، ورسالة تؤكد أن التراث ليس مجرد ذكرى، بل هو حاضرٌ نعيشه بكل فخر، ليترك بصمة في قلوب الحضور تشكلت بذكرى لن تُنسى، خصوصا مع هوية المسرح التي تحاكي التاريخ والموروث السعودي، وأطرب فنان العرب جمهوره الذي تفاعل مع جميع أعماله الغنائية بـ 11 أغنية قدمها على مدى أكثر من ساعتين، بنغم وشجن موسيقي عانقت الحضور وتمازج صوت فنان العرب مع المشاعر بإحساس مرهف لامثيل له.
وشارك محمد عبده جمهوره بالعمل الجديد الذي حمل عنوان (اعلى الجمال) والتي قدمها لأول مرة في حفلة محمد عبده والنجوم الشهر الماضي، حيث حققت ردود فعل جماهيرية كبيرة على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي، ليعيد تكرار الأغنية المكبلهة وسط عاصفة من الترحيب الجماهيري.
وكانت (بنت النور) واحدة من الأعمال التي قدمها ضمن وصلاته الغنائية ليضيء شمعة وجوهرة مضيئة في وسط المسرح ليربط الماضي بالحاضر في اختياراته الغنائية بقيادة المايسترو هاني فرحات، وشكل التفاعل والانسجام بينه وبين الفرقة الموسيقية ربطا موسيقيا حيا حيث تغنى لأول مرة على المسرح بأغنية (لا تقول ودعتني) من كلمات الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبدالمحسن، ليتفانى بأدائه لأعمال شكلت وجدانيات لدى الجمهور، وامتزجت بها روح الأغنية الوطنية بأعماله الخالدة.
وتعد (ليلة سهيل) تعزيز للهوية الوطنية في الفن السعودي التي خلدها فنان العرب في تاريخ الأغنية السعودية، ليحتفل مع جمهوره الكبير في «ليلة التأسيس»، والمناسبة الوطنية التي يعتز بها السعوديين بحضور جماهيري غفير اكتظت به مدرجات المسرح بالنغم والطرب وعمق الأغنية الوطنية السعودية.
فرحة التأسيس بين نوال وأحلام
لوحة فنية مميزة قدمتها النجمتان نوال وأحلام خلال حفلات (يوم التأسيس) على مسرح محمد عبده، والتي جاءت ضمن جهود وزارة الثقافة لإبراز الجانب الثقافي والتراثي في الفعاليات الوطنية، وتميزت الأمسية بروح التراث السعودي مع لمسات عصرية ووطنية، حيث تحول المكان إلى لوحة تعكس أصالة الماضي وروعة الحاضر من خلال الديكورات المسرحية والتفاصيل التراثية التي جسدت هوية يوم التأسيس.
النجمة نوال عبرت لـ «الجزيرة» عن امتنانها الكبير لمشاركتها في هذه المناسبة الوطنية، معتبرة أن اختيارها لتكون جزءًا من احتفالات يوم التأسيس هو شرف وفخر كبير لها، وأشارت إلى أن الأغنية الوطنية لها تأثيرها الكبير، خاصة أنها طرحت أغنية وطنية بعنوان (قدام) قبل أيام من الحفل، مؤكدة أن من واجبها كفنانة تقديم الأغاني الوطنية لما لها من تأثير على الوجدان وعلى الجمهور.
فيما أكدت النجمة أحلام (للجزيرة) أن الأغنية الوطنية هي جزء من رسالتها الفنية، خاصة أنها قدمت عملًا وطنيًا بعنوان (المملكة) بمناسبة يوم التأسيس 2023، كما أشارت إلى أن ألبومها الأخير (العناق الأخير) كان قد حمل هوية (صنع في السعودية) مما يعكس ارتباطها بالتراث السعودي، وأضافت أن الزي التراثي الذي ارتدته خلال الحفل، والمعروف باسم (التحوال) يعكس الهوية التراثية للبلاد، كما كشفت أحلام عن استعدادها لإطلاق ثمانية أعمال جديدة من ألحان الراحل ناصر الصالح، حيث سيضم ألبومها المقبل عملين من ألحانه.
«جلسة بين النجوم» التي جمعت نوال وأحلام كانت إثراءً غنائيًا وإبداعيًا، حيث قدمت نوال 14 أغنية، بينما غنت أحلام 17 أغنية، ليستمتع الجمهور بـ31 أغنية امتزجت فيها الأغنية السعودية باللحن الخليجي، ما خلق أجواء من الفرح والانتماء، واستمرت الأمسية أربع ساعات متواصلة، تركت خلالها النجمتان ذكرى لا تُنسى في قلوب الحضور.