خلود الشهراني
في سباق الأمم نحو المستقبل، لا تنتصر إلا الدول التي تتقن فن استثمار الزمن، وتتخذ من التحديات وقودًا للإنجاز. والمملكة العربية السعودية لم تكن يومًا دولة تقبل بالبقاء على الهامش، بل اختارت طريق التميز والريادة، مستندة إلى رؤية عظيمة جعلت من الإنجاز معيارًا، ومن الطموح سقفًا مفتوحًا على اللانهاية. حين أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عبارته الشهيرة «الشعب السعودي لا يعرف المستحيل»، لم تكن مجرد عبارة عابرة تلهب الحماسة، بل كانت انعكاسًا لعقيدة وطنية ونهج عملي يُترجم إلى مشاريع عملاقة تُنجز بأقصى درجات الإتقان والسرعة. ولمن ظنّ يومًا أن تحقيق قفزات كبرى في سنوات معدودة هو ضرب من الخيال، فإن الوقائع على أرض المملكة تقدم شهادة حية بأن المستحيل ليس سوى مفهوم زائف في قاموس الدول التي تفتقر إلى الرؤية والإرادة. رؤية تصنع المعجزات لم تكن رؤية 2030 مشروعًا اقتصاديًا وحسب، بل هي إعادة تعريف شامل لمفهوم التنمية والتقدم، حيث تحولت المملكة إلى ورشة عمل عملاقة تمتد من الشمال إلى الجنوب، ومن الساحل الشرقي إلى الغربي، تُشيد فيها مدن المستقبل، وتُرسم ملامح عصر جديد من الازدهار والتنوع الاقتصادي. إنجازات ضخمة تتحقق بوتيرة مذهلة، وشركات عالمية ترى في المملكة بيئة مثالية للاستثمار والنمو، وهو ما يعكس نجاح الدولة في صناعة نموذج تنموي فريد يُحتذى به. ما يحدث اليوم ليس مجرد تطوير في البنية التحتية أو نمو في قطاعات الاقتصاد التقليدية، بل هو تحول شامل في مفهوم الدولة الحديثة، حيث يتم بناء اقتصاد معرفي متين، يُدمج فيه الذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، والتقنيات المتقدمة، ليكون المستقبل ليس مجرد تطلع، بل واقع يُبنى كل يوم. إنجازات لا تعرف التباطؤ الأرقام والحقائق لا تكذب، ففي عام واحد فقط، تحققت 12 مستهدفًا من مستهدفات رؤية 2030، وهي ليست مجرد أرقام تُسجل في التقارير، بل إنجازات ملموسة يشعر بها المواطن والمقيم على حد سواء. من نهضة المدن الكبرى إلى تنمية المناطق النائية، من تحولات اقتصادية كبرى إلى طفرة نوعية في جودة الحياة، كل ذلك يجري وفق منظومة دقيقة تحكمها الحوكمة والشفافية والفاعلية. الرياض، عاصمة المملكة، أصبحت قصة عالمية تُروى، حيث تشهد تحولًا جذريًا يجعلها من بين أكثر مدن العالم تطورًا واستدامة. المشاريع الضخمة مثل مشروع «الرياض الخضراء» و»ذا لاين» في نيوم ليست مجرد مخططات على الورقبل هي واقع يُبنى بوتيرة مذهلة. ومن الساحل الشرقي إلى البحر الأحمر، تشهد المملكة تدفقًا هائلًا للاستثمارات العالمية، وإعادة رسم لخارطة السياحة والثقافة والترفيه، حتى أصبحت المملكة علامة تجارية عالمية بحد ذاتها. شعب يصنع المستحيل كل هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا شعب يمتلك إرادة لا تلين، وشغفًا لا ينطفئ، وطموحًا لا يقف عند حد. جيل سعودي جديد يحمل مزيجًا فريدًا من التأهيل العالمي والاعتزاز بهويته الوطنية، يقود المشاريع الكبرى، ويدير أعقد العمليات الاقتصادية، ويصنع المستقبل بثقةٍ لا تعرف التردد. الرهان على الإنسان كان هو الرهان الأهم، وقد أثبت السعوديون أنهم قادرون على تحقيق المعجزات حين تتوافر لهم الفرص والإمكانات. نحو مستقبل بلا حدود حين ننظر إلى ما تحقق حتى الآن، ندرك أن المملكة لا تتجه نحو تحقيق أهداف الرؤية فحسب، بل تتجاوزها إلى آفاق أبعد. اليوم، لم يعد السؤال: هل سنحقق رؤية 2030، بل أصبح: ما الذي ستحققه المملكة بعد 2030، لأن دولة بهذه الإرادة، وهذا الزخم، وهذه القيادة الطموحة، لا يمكن أن تقف عند خط النهاية، بل تصنع لنفسها سباقًا جديدًا نحو القمة. لذلك، حين نسمع خبر تحقيق 12 مستهدفًا في عام واحد، لا يكون شعورنا مجرد فرحة عابرة، بل هو يقينٌ يتجدد بأننا نعيش في دولة لا تعرف المستحيل، بل تصنعه، وتحوله إلى واقع يعيشه كل سعودي بكل فخر واعتزاز.