هويدا المرشود
عندما يواجه العالم تحديات لا تُحسم إلا بحكمة نادرة ورؤية إستراتيجية عميقة، لا تلتفت الأنظار إلى موسكو أو واشنطن، بل إلى الرياض، ليست مجرد عاصمة، بل هي قلب الأحداث التي تغير مسار التاريخ، حيث تُصاغ الحلول الكبرى، وتُخطط السياسات التي تحدد مصير الشعوب.
هنا، لا تُفرض الحلول، بل تُصنع بشراكات ذكية، توازن بين الواقعية السياسية والبعد الإستراتيجي الذي يتجاوز اللحظة الراهنة.
السعودية.. مركز الثقل في السياسة الدولية السعودية لم تعد مجرد لاعب دولي، بل أصبحت هي الملعب الذي تتغير فيه القواعد.
التحولات الكبرى لم تعد تُناقش إلا بحضور الرياض، وأصبح القرار السعودي رقمًا ثابتًا لا يمكن تجاوزه. القوى الكبرى تدرك أن الرياض ليست طرفًا في المعادلة، بل المعادلة نفسها. من واشنطن إلى بكين، ومن موسكو إلى باريس، الجميع يعي أن السعودية هي النقطة التي تتقاطع عندها المصالح الكبرى.
من يريد التأثير، عليه أن يكسب ثقة الرياض، ومن يسعى للحل، لا يجد بابًا أقوى من بابها. الدبلوماسية السعودية لم تعد تكتفي بإدارة الأزمات، بل أصبحت تُعيد تشكيل الخارطة السياسية بالكامل.
نجاح الرياض في إنهاء الخلاف الروسي الأمريكي ليس مجرد اختراق دبلوماسي، بل إعلان واضح بأن من أراد التوازن والاستقرار عليه أن يأتي إلى السعودية.
الرياض.. حيث تنحني العواصم لصوت الحكمة بينما تفقد بعض العواصم توازنها وسط الأزمات المتتالية، تقف الرياض بثبات، تدير المشهد بثقة وتفرض حضورها كقوة استقرار وتأثير.
هذه المكانة لم تأتِ من فراغ، بل هي نتاج:
- الاستقلالية المطلقة:
لا تخضع الرياض لأي ضغوط خارجية، بل تصنع سياساتها بناءً على مصالحها الوطنية.
- القوة الاقتصادية الضاغطة:
السعودية لم تعد مجرد قوة نفطية، بل محرك رئيسي للأسواق والاستثمارات العالمية.
- القيادة الحازمة:
صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لم ينتظر الاعتراف الدولي، بل فرض واقعًا جديدًا جعل المملكة الرقم الأصعب في المعادلة الدولية.
«السعودية كالميزان.. من مالت له رجح كفّه» السياسة لم تعد تُدار من مكان واحد، واليوم، لا يُمكن لأحد أن يتجاهل الرياض.
السعودية ليست مجرد وسيط، بل هي من تُقرر كيف يكون الحل.
لم يكن نجاح المملكة في إنهاء الخلاف الروسي الأمريكي مجرد حدث دبلوماسي، بل إعلان صريح بأن الرياض أصبحت القوة التي لا يمكن تجاوزها، وأن من يريد السلام والاستقرار، عليه أن يتحدث بلغة السعودية.
لم يعد التأثير السعودي أمرًا قابلاً للنقاش، ولم تعد مكانة الرياض رهن الاعتراف الخارجي، بل أصبحت هي نقطة التوازن التي تحسب لها القوى الكبرى ألف حساب.
عندما تتحدث السعودية، ينصت الجميع، وعندما تقرر، تتغير المعادلات.
من كان يعتقد أن النفوذ يُقاس بالصخب، أدرك اليوم أن القوة الحقيقية تُبنى بالحكمة، وأن الرياض لا تُرفع على الأكتاف، بل ترتفع بثقل قراراتها وحنكة قيادتها.
هنا تُكتب السياسات، هنا تُصنع التحولات، وهنا يبقى القرار سعوديًا.. شاء من شاء وأبى من أبى.