د.نايف الحمد
خسر الهلال موقعة الكلاسيكو الكبرى على سواحل جدة أمام مستضيفه الاتحاد في معركة قد تكون (مفترق طرق) في مسيرة الفريقين في مشوارهما في المنافسة على بطولة الدوري.
منذ عشرة أعوام تقريباً، وتحديداً من أكتوبر 2015 لم يتذوق العميد طعم الفوز في جدة على الهلال، لكن هذا الانتصار يمثِّل له نقطة تحوّل كبرى قد تكون السبب الأكثر تأثيراً في مسيرة الفريق إذا ما نجح في التتويج باللقب.. أما الزعيم فقد واصل السقوط والتفريط بالنقاط حتى بات على بعد 7 نقاط عن المتصدر الاتحاد، ولا تفصله سوى نقطة واحدة عن الثالث (القادسية).
في تقديري أن الزعيم العالمي يجني ثمار استعداده غير الجيد للموسم، ابتداءً من الصيف وحتى هذه اللحظة، فعلى مستوى الانتدابات الأجنبية لم يعوِّض رحيل الجناح الأيمن ميشايل، وكان حضور لاعب المواليد كايو متأخراً في الميركاتو الشتوي ما جعل الاستفادة منه محدودة، حيث لم يتم إدراج اسمه في المباراة المفصلية أمام الاتحاد إما لعدم قناعة المدرب باللاعب أو بسبب عدم انسجامه! أما على مستوى الانتدابات المحلية فقد فرَّط النادي بلاعبين كان يمكن أن يقدموا الإضافة للفريق كسلمان الفرج ومحمد البريك ومصعب الجوير ما تسبب في إضعاف دكة الفريق، كما أن النادي لم يستقطب سوى الغنام الذي بقي حبيس الدكة طوال الموسم باستثناء دقائق معدودة!
أعتقد أن استعداد الفريق هذا الموسم لا يرتقي لفريق بحجم نادي الهلال، والكثير من جوانب القصور ظهرت في العمل الإداري، ولا نعلم من يتحمَّل مسؤولية ما حدث، هل هي قناعات السيد جيسوس أم إدارة الفريق؟
لست جازماً لكني لا أرى دوراً واضحاً للمدير الرياضي فيما يتعلَّق بملف اللاعبين الذين غادروا أو حتى استقطاب الجدد؛ لذا أرى أن من الضرورة بمكان وجود مدير رياضي يتولى رسم إستراتيجية واضحة لمستقبل الفريق بالتنسيق مع المدرب، فما نراه الآن من عمل لن يخدم الهلال مستقبلاً، وتسليم هذا الملف للمدرب وحده لا يمكن أن يجعلنا نذهب بعيداً في السنوات القادمة.. نعم رأي المدرب مهم جداً لكن التخطيط الإستراتيجي هي مسؤولية المدير الرياضي بالمشاركة مع الجهات الأخرى داخل النادي حتى نضمن استمرارية النجاح من خلال تطوير الفريق ومتابعة أدائه بشكل مستمر.
نقدِّر ما يقوم به الجهاز الإداري للكرة في النادي وعلى رأسه الأستاذ القدير فهد المفرج والكابتن سعود كريري ونقدِّم لهما الشكر على العمل الجبار الذي قدَّمته الأجهزة الإدارية المشرفة على الفريق؛ لكن المرحلة القادمة تحتاج لعمل دؤوب ومختلف وإستراتيجي لمستقبل الهلال يقوده مدير رياضي يتناسب مع المرحلة الحالية وبميزانيات تتناسب مع قيمة الهلال وطموح جماهيره العريضة.
نقطة آخر السطر
على إدارة نادي الهلال مسؤولية كبيرة في البحث عن أسباب تردي نتائج الفريق والجلوس مع المدرب لتصحيح أخطائه التي باتت واضحة لكل المتابعين.. فالفريق مقبل على دور الـ 16 في بطولة النخبة التي تمثِّل البطولة الأهم في موسم الهلال؛ أما الدوري فما زالت الكرة في الملعب ويجب أن يقاتل الفريق على حظوظه لآخر لحظة.