عبدالله إبراهيم الكعيد
سألت أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي عن أصل كلمة (ديكور) التي نرددها كثيرا سواء مدحا (ديكور رائع) أو ذماً (ترى هذا مجرّد ديكور) فأورد لي نصا طويلاً اختصره لكم بأنها مفردة فرنسية تعني الزخرفة أو التزيين وتستخدم كثيرا في المسرح أو السينما وفي استوديوهات برامج ومسلسلات التلفزيون.
لم ينسَانا الذكاء الاصطناعي (على غير العادة) فعرج على الإشارة إلى أننا كعرب نستخدم كلمة الديكور للإشارة إلى التصميم الداخلي وتنسيق المساحات سواء في المنازل أو المتاجر أو أماكن العمل.
أما بعد:
أُصدقكم القول بأنني لم أفكّر بالكتابة عن الديكور كموضوع بذاتهِ حتى علّق مهندس الديكور في التلفزيون السعودي سابقا الفنان حسن الحمدان وهو الدارس للفنون في إيطاليا على مقالي الموسوم بـ(هاجس العسكرة) قال (الباشمهندس) حسن «مثلما أن هنالك ما يسمى صورة نمطية، توجد كذلك أيضا مصطلحات نمطية. يرددها البعض دون وعي وربما بلادة حتى لا يكلف نفسه جهد التفكير».
إذاً حسب رأي الحمدان فإن من يردد مصطلحات نمطية حفظها دون وعي أو فهم هو في حقيقته بليد لم يكلّف نفسه عناء التفكير في معنى المصطلح الذي يستخدمه ومثل هذا كُثر تجدهم يقذفون بالأوصاف الجاهزة دون إدراك.
وأضاف «لو عُدنا كمسلمين الى أحد الأدوار التي قام بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو دور القائد العسكري الذي قاد حروباً حاسمة امتد أثرها مئات السنين حتى يومنا هذا لتصلنا رسالة رب العالمين التي أنقذتنا من براثن الجهل والتخلف. لم يمنع ذلك الدور من أن يكون عليه الصلاة والسلام رجل الإنسانية الأول الذي ينزل من المنبر وقد كان يخطب في المسلمين ليحمل سبطيه (الحسن والحسين) وهما صغيران في بداية خطواتهما ويحملهما، أو أن يوصف في حيائه بأنه أشد حياءً من العذراء في خِدرها».
ثم يروي صاحبنا الحمدان تجربته الشخصيّة مع المصطلح المنمّط لدى البعض حيال مفردة ديكور فيشير إلى أولئك الذين يرون الأمور السطحية (القشرية) فيصفونها بـ(ديكور) وقد لا يدركون بأن الديكور الذي هو محيطهم ويكتنفهم ويعيشون فيه، بل هو امتداد وانعكاس لثقافة، ووعي وهوية ووظيفة ..إلخ.
صفوة القول إن الانضباط في كل أمور الحياة (ضرورة) كذلك العسكري حارس أمن الوطن الذي لا يمكن وصف وجوده بـ(ديكور) تتزين به الشوارع والميادين.