فهد المطيويع
انتهى الكلاسيكو السعودي بفوز مستحق للاتحاد الذي استطاع إيقاف مسلسل الهزائم بعد أن عانى كثيرا من الهلال في الأعوام الأخيرة، فاز الاتحاد وهو أكثر العارفين بأن الهلال قدم له على طبق من ذهب ليقتص منه في الوقت المناسب فالهلال حالياً يعيش في حالة فنية ونفسية سيئة بسبب تكالب الظروف وضعف البديل وأشياء أخرى يسأل عنها مايكل إيمانويل، طبعاً الفوز مستحق ولا يمكن لأحد أن ينكر أن الاتحاد كان الأفضل في تلك المباراة وأن الأهداف الأربعة كادت أن تصل لأكبر من ذلك ولكن الله سلّم، المأخذ الوحيد على الاتحاديين هو أن هناك من يحاول أن يلغي تفوق الهلال وعلو كعبه على الاتحاد رغم الإحصاءات الكبيرة التي يشهد عليها التاريخ عكس الهلال الذي فاز في تسع مباريات متتالية ولم نسمع أحداً منهم يقلل من قيمة أو تاريخ الاتحاد! المباراة بالنسبة للهلاليين كانت مباراة ثلاث نقاط، كان الهلال يسعى لتحقيقها لتقليص فارق النقاط (لا أكثر) ولكن ما شاهدناه من الاتحاديين قبل وبعد المباراة شيء آخر، وللتوضيح نقول إن كان الاتحاد فاز على الهلال في هذا التوقيت بالذات فالخليج أيضا فاز على الهلال قبل ذلك والقادسية أيضاً والرياض تعادل وأخذ نصيبه من الهلال وزاد من أوجاعه أي أن فوز الاتحاد ليس بذلك الأمر الخارق أو الإعجازي كما يصوره البعض إلا إذا كان هذا الفوز بمنزلة بطولة بالنسبة للاتحاديين فهذا أمر آخر، على أي حال مبروك الفوز و»هاردلك» للهلال الذي وصل مستوى بعض لاعبيه للقاع وفي وقت قياسي جدا، من المحزن أن تكون في المقدمة وبفارق مريح ثم تخسر الصدارة وتعود لها ثم تخسرها للمرة الثانية ليذهب المتصدر بعيدا وبفارق كبير من النقاط فهذا في حد ذاته مؤشر على أن الشق أكبر من الرقعة، أنا لن أتفلسف كثيراً في تشخيص علة الهلال لأنها واضحة ولا تحتاج للكثير من الجهد والذكاء لاكتشافها، الهلال باختصار شديد يعاني من هبوط حاد في المستوى لأكثر لاعبيه يتزامن هذا الهبوط مع غياب البديل القادر على سد هذه الفجوة ولهذا غاب التنافس على المراكز بين اللاعبين وقل الحماس في بذل مجهود أكبر لتمثيل الفريق مع دفاع سيء وغير منظم أسهم في تفاقم الأزمة، والطامة الكبرى في اعتقادي والقشة التي كسرت ظهر الهلال هي غياب ميتروفتش نجم الهلال الخطير الذي بسببه خسر الهلال البطولة الآسيوية الموسم الماضي وتقريبا ضاع الدوري بغيابه هذا الموسم، مشكلات فنية أتت بالتتابع أسهمت بشكل كبر في تدهور وضع الفريق الذي كان مضرب مثل وأمنية جماهير ومدربي الفرق الأخرى الموسم الماضي، طبعاً هناك أشياء أخرى يأتي في مقدمتها غياب الدعم الإيجابي للجمهور الذي تحول بعضهم بين ليلة وضحاها وعلى غير العادة إلى معول هدم رغم ظروف الهلال الصعبة، على أي حال تعودنا من الهلال العودة سريعا بعد أي إخفاق وكل كبوة أفضل مما كان، شخصيا أثق بأن هذه الغيمة ستنجلي وبأسرع من ما يتوقعه المنافسون وهذا ما تعودنا عليه من الهلال ورجاله الأوفياء، لن تكون وحيداً يا زعيم.