عبد العزيز الهدلق
كانت مباراة الهلال والاتحاد في الجولة (21) من دوري روشن هي الفارقة في سباق المنافسة على الصدارة. وكانت كل الجماهير بمختلف ميولها تترقب هذه المواجهة. ورغم أن المدرب الهلالي جورجي جيسوس يمتلك رصيدا كبيرا من الخبرة في هذه المواجهات إلا أنه رسب بامتياز.
فلقد كشفت مواجهة الكلاسيكو الهلالي الاتحادي عن إحدى سلبيات المدرب البرتغالي القدير وهي العناد والمكابرة. فقد كان واضحا من عدة جولات أن علي البليهي لا يعيش أجمل أيامه مع الكرة، ولا أفضل حالاته، ولكن العجوز البرتغالي كان يصر على إشراكه أساسيا رغم أخطائه المتكررة، التي وصلت حد الكوارث الدفاعية، ويبدو أن عناد جيسوس وتصلبه في موقفه نابع من أنفه وكبرياء، بعد شاهد رد فعل الجماهير ومطالبتهم بإراحة البليهي، فرغب أن يوصل لهم رسالة بألا أحد يفرض عليه ما يجب عليه أن يعمله! وإلا فمدرب بمثل كفاءة جيسوس وخبرته لا يفوت عليه تراجع مستوى البليهي، ولكن العناد كان أقوى من المعرفة!
كما أن إشراك لودي الغائب لأكثر من شهر بسبب الإصابة في مباراة قوية وكبيرة وتنافسية تصرف مستغرب من مدرب خبير مثل جيسوس الذي يملك مدافعا جاهزا لا يقل عن لودي إن لم يكن أفضل منه وهو متعب الحربي! فلماذا تجاهله جيسوس وخاطر بإشراك لاعب غير جاهز لم يستطع إكمال المباراة!
علامات استفهام كبيرة وكثيرة حول عمل جيسوس في الفترة الأخيرة! تثير الاستغراب والدهشة. وأكثر ما يحير هو تخليه عن واحدة من أهم قواعد العمل بالنسبة للقائد والمشرف وهي أن البقاء للأفضل والأجدر! فالبليهي في وضعه الفني والذهني الحالي ليس هو الأفضل والأجدر. كما أن لودي العائد من إصابة ليس هو الأفضل والأجدر بالمشاركة أمام الاتحاد.
إن ما يشاهده المحب والعاشق الهلالي من تصرفات جيسوس في الفترة الأخيرة يجلب الحيرة فعلا! فهذا المدرب صنع هلالا مذهلا حطم به كل الأرقام القياسية في الانتصارات والبطولات، ولكنه فجأة أصبح يتصرف كالمبتدئ في مجال التدريب، بأخطائه الكثيرة، وسوء تقديره للمباريات التي يخوضها. وسوء اختياره للعناصر.
فاتجاهه في مواجهة الكلاسيكو لإبعاد متعب الحربي الذي كان أساسيا في المباريات الأخيرة وإشراك لودي ليس مجرد خطأ، بل فيه هز لثقة متعب الحربي في نفسه! ومثله أيضا حسان تمبكتي الذي يجلس على مقاعد البدلاء رغم أحقيته بالمشاركة أساسيا.
ربما يكون صعبا على إدارة الهلال الجلوس مع مدرب عنيد ومناقشته والتفاهم معه حول بعض النقاط المهمة التي يراها الجميع واضحة عدا العجوز البرتغالي، ولكن ذلك لا يمنع من الجلوس معه ومناقشته لما فيه مصلحة الفريق، ولو اقتضى الأمر لأن يحمل حقائبه ويرحل، إن لم يتخل عن عناده ومواقفه المتصلبة التي يتضرر منها الفريق.
ربما تكون حظوظ الفريق الهلالي في الحصول على بطولة الدوري قد تراجعت كثيرا حاليا، ولكن على الإدارة أن تتدخل للمحافظة على حظوظ الفريق في البطولة الآسيوية، وعلى الآمال المعقودة عليه في بطولة أندية العالم.
القدرات الإدارية تظهر وتتجلى في أوقات الأزمات، وهذا ما تنتظره الجماهير الهلالية في هذه المرحلة.
زوايا
** غير صحيح إطلاقا أن تكون هتافات بعض الجمهور في المدرجات قد تسببت في زعزعة فريق الهلال! هل الهلال هش وضعيف إلى هذه الدرجة!؟ من يحاول ترويج مثل هذا يريد الاتجاه بعيدا عن الأسباب الحقيقية.
** جيسوس هو المسؤول عن غياب ميتروفيتش طوال هذه الفترة عندما فرض مشاركته في مباراة الكأس أمام الاتحاد وهو غير جاهز مما تسبب في تفاقم إصابته، وابتعاده فترة أطول.
** الهلال في هذه المرحلة بحاجة إلى النقد الهادف البناء، وليس النقد الهادم المنفعل بما يحمله من إسقاطات وإساءات.
** لماذا فضل جيسوس إشراك لودي أمام الاتحاد على حساب الجناح كايو!؟ في حين كان عنده متعب الحربي جاهزا ولا يقل عن لودي.
** أسوأ مرحلة يصل إليها المدرب مع الفريق عندما يكون عنيدا في تصحيح الأخطاء، ويعتقد أن التصحيح يقلل من قيمته وكبريائه كمدرب! ويصر على استمرار الأخطاء رغم وجود كل الحلول بيده!
** إذا كان للمدرب رأي أو قناعة مختلفة عن رأيك وقناعتك فيجب أن تحترمه، والمحك هو النتائج. فإذا جاءت النتائج إيجابية فرأي المدرب وقناعته هي الصواب. أما إذا جاءت النتائج عكسية فذلك دليل على أن رأي المدرب وقناعته خاطئة، وحينها يجب عليه أن يغير رأيه وقناعته، خصوصا إذا تكررت النتائج السلبية في ظل التمسك بالرأي.
** الغباء هو تكرار نفس التجربة الفاشلة بنفس المعطيات والأدوات وانتظار نتيجة مختلفة.
** بعد استقطاب متعب الحربي كان بقاء لودي في الهلال خطا كبيرا، فوجود حاجة لظهير أجنبي بعد مجيء متعب انتفت تماما، وكان يجب استقطاب عنصر أجنبي في مركز (10) ليخفف الضغط والحمل البدني والفني في وسط الملعب عن مالكوم وسافيتش، ويقدم إضافة ودعم فني، ولكن ذلك لم يحدث. ورأينا في الأسابيع الأخيرة كيف أرهق الثنائي واستنزفا بشكل كبير.