منصور بن صالح العُمري
يا أيها الشهم، يا سيفاً لهُ حَدَدُ
يمضي، فتُنصِفُهُ الأيّامُ والمُدَدُ
قد أشرق الصلحُ في كفِّيكَ مُبتسمًا
والعزمُ يثبُتُ إن أَلقَيتَهُ يَسُدُ
لِلحقِّ ميزانُكَ العَدلُ الذي صدعت
به المنابرُ ، لا جورٌ ولا نَكَدُ
إن قُلتَ: صُلحاً، سعتْ للخَيرِ أمَّتُهُ
وإن دعوتَ ، دروبُ السِّلمِ تتَّحِدُ
بينَ الكبار مضيتَ اليومَ مُعتلِيًا
حيثُ المُهابةُ والتَّسديدُ والرَّشدُ
روسٌ وغربٌ أتَوكَ، الصلح غايتُهمْ
فكنتَ بالحُكمِ والتَّحكيمِ مُنفَرِدُ
حكمتَ بالعقلِ، لا ميلٌ ولا وَهَنٌ
وأنتَ أرجح من جاءوا ومن شهِدُوا
يا فارسَ العُرْبِ، كم في الأرضِ من وَجَعٍ
حتى مَضيتَ تداوي كل من فسدوا
يا مَن نشأتَ على العلياءِ في شَرَفٍ
فصرت أولهم ، بل سِرتَ تنفردُ
فامضِ فأنتَ ضياءُ الدَّربِ في زَمَنٍ
قد ضلَّ من كان في تحكيمه نكدُ
واللهُ يحفظُ خُطوَ العزمِ في ثِقَةٍ
ما دامَ فَعلُكَ في التأريخِ يُحتَشَدُ
كم مِن يدٍ قَصُرَتْ عن نَيلِ مَرتَبَةٍ
وأنتَ تَسمُو، فهل يُدرِكْكَ مُقتَصِدُ؟
أنتَ الذي شَرَّفَ الأفعالَ مَنهَجُهُ
وسادَ بالحقِّ، لا رَيبٌ ولا حسدُ
أطفَأتَها، فتبدّى في الدُّجى أملٌ
قد لاحَ كالنورِ إذ تَزْهُو بهِ البَلَدُ
نطَقتَ بالحقِّ، لا تثنيكَ نازِلةٌ
ولا يُخيفُكَ ما قالوا وما رَصَدُوا
تمضي كنجمٍ على الأحداثِ مُنبَلِجٌ
لا يختفي، وبنورِ العدلِ يَتَّقِدُ
فاكتبْ حروفَكَ، فالتاريخُ مُعترِفٌ
بأنّ فِعلكَ في الآفاقِ معتمدُ