محمد الخيبري
ألقت الهزيمة الثقيلة التي تلقاها الفريق الأول بنادي الهلال من فريق الاتحاد بظلالها على الجمهور الهلالي الذي عاش في ذهول ممزوج بالحزن والغضب على تلك النتيجة غير المتوقعة والتي انفرد بها العميد الاتحادي بالصدارة بفارق سبع نقاط كاملة عن أقرب ملاحقيه الهلال وهو الذي اتخمت شباك مرماه بأربعة أهداف أثَّرت كثيراً على الاستقرار على كافة الأصعدة.
منذ انطلاق صافرة نهاية المباراة شنَّت الجماهير الهلالية هجوماً كاسحاً على المدير الفني للفريق جورجي جيسوس وهو المتهم الأول في عدم تغيير قناعاته الفنية سواء في رسم التشكيلة المناسبة للفريق ورسم التكتيك الفني للاعبين والإصرار على طريقة واحدة فهمت من جميع المنافسين. إضافة إلى الإصرار على بعض الأسماء المستهلكة والتي لم تقدّم المستوى الفني المأمول منذ بداية الموسم حتى باتت تلك الأسماء مثار استهجان للجماهير ووجودهم ضمن خارطة الفريق الفنية مجرد استفزاز لعاطفتهم وعناد (بواح) للشارع الهلالي.
مؤخراً بات المشجع الهلالي كمن يحمل سلاحاً ويطلق النار بشكل عشوائي لضمان إصابة الهدف ومن متابعة دقيقة لردود الأفعال وجدت اتفاق الأغلبية من الجماهير على إقالة المدير الفني وتسريح بعض النجوم وذلك لضمان اللحاق بما تبقى من منافسات الموسم، بل والعمل على الحصول على بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة كأولوية قصوى لا يمكن التنازل عنها لأي سبب من الأسباب.
الأرقام التي حققها الفريق الهلالي تحت إشراف البرتغالي جورجي جيسوس لم تكن شفيعة له لنيل رضا الجماهير والتي لم تتعود على السقوط المتكرر لفريقها علماً بأن الهلال أخفق في عهد جيسوس سبع مرات فقط بين تعادلات وهزائم وهو رقم قوي مقارنة بالمدة التي قضاها مع الفريق وعدد المباريات الرسمية التي خاضها الفريق بقيادته.
وبلا شك فإن الانقسامات الكببرة الحاصلة في وقتنا الحالي التي كانت بين الجماهير والإعلام وحتى المحللين الفنيين في الغالب لا تخدم المنظومة الهلالية ما لم يكن هناك حراك إداري باتجاه امتصاص الغضب الجماهيري بالدرجة الأولى وحتى لا يتم استجلاب الأحداث السابقة بأثر رجعي من قبل الإعلاميين.
الإدارة الهلالية في بداية الموسم أبرمت عدة صفقات لتدعيم صفوف الفريق في المقابل تخلصت من بعض الأسماء سواء بالانتقال أو الإعارة أو لعدم حاجة الفريق لهم وذلك بعد إجبار الفرق بدوري روشن للمحترفين على قائمة الخمسة والعشرين لاعباً.
كانت تلك الإجراءات من أهم العناصر التي تم استجلابها من بعض الإعلاميين لدعم توجههم ضد الإدارة الهلالية والجهاز الفني بقيادة جيسوس وإحداث حراك جماهيري واسع سيربك الاستقرار الفني والإداري إن واصل الاستمرارية وواصل الفريق بتدني المستوى والإخفاق فيما تبقى من المباريات في الموسم.
ولكي يعود الهلال يجب أن تتعامل الإدارة الهلالية بمنتهى الحذر سواء في نقاشها مع المدير الفني الداهية والعنيد حول أوضاع الفريق ونزول مستوى بعض اللاعبين وضعف خط الدفاع ومركز المحور أو التخاطب مع الجماهير سواء إعلامياً أو بمواقع التواصل الاجتماعي واحتواء ردود الفعل العاطفية.
والأهم من ذلك إيصال لغة العتب الجماهيري الإعلامي للمدير الفني بكل احترافية لاحتواء الموقف بذكاء تمهيداً للرجوع التدريجي لخط المنافسة، بل وحصد ما تبقى من البطولات والفريق قادر على ذلك.
وللقضاء على الفرضيات والتساؤلات والتي من أهمها: متى يعود الهلال؟ لتعود الجماهير للمدرجات للوقوف مع الفريق بكل قوة ودعم النجوم بالأهازيج والتقليل من التوتر والانفلات والاستهجان في المدرجات.
أيضاً تقع على الجماهير نسبة من المسؤولية وفهم أن «الدروب» ونزول المستوى جزء من حياة لاعب كرة القدم الذي يتأثر بالمتغيِّرات والظروف ويمر بمنعطفات الأحزان والأفراح والضغوط النفسية والصراعات بالحياة لأنه بالمختصر إنسان وكائن بشري لديه مشاعر وأحاسيس وكتلة من الأعصاب تتأثر سيكلوجياً وفيسيولوجياً بتلك المتغيِّرات.
قشعريرة
كتبت سابقاً وأعيد ما قلت بأن الهلال من أفضل الفرق التي تتصالح مع جماهيرها، بل إنه وبعد خسارته الدورية من أمام متصدر الدوري الاتحاد كانت هناك خطابات جماهيرية واسعة تؤكد على وجود الثقة الكبيرة بالفريق وعدم اهتزازها.
تابعت عن كثب ردود الفعل الجماهيرية الهلالية الغاضبة والمتزنة كثيراً حتى في حالات الغضب وظهور أسماء جماهيرية تقود الموقف في مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت كثيراً في حصر التوتر الجماهيري والتوجه بدعم الفريق الهلالي بكل قوة فيما تبقى من مسابقات الدوري المحترف وبطولة دوري أبطال آسيا للنخبة. مما انعكس ذلك الحراك الإيجابي على مستوى الفريق في مباراة الجولة الـ 22 على أرض ملعب المملكة أرينا حين دكَّ شباك خصمه وضيفه فريق الخلود الفتي والجريء بخماسية قاسية من المتوقَّع أنها تكون بوابة العودة للتميز المعهود.