أ.د.عبدالرزاق الصاعدي
1/غَبَّبَ الذئبُ الشاةَ فهي مُغَبَّبة:
قال كعب بن زهير (ديوانه 91):
إذْ لا تزالُ فَرِيسٌ أو مُغَبَّبةٌ
صَيداءُ تَنْشِجُ من دُونِ الدِّماغ دَما
الـمُغَبَّبة هي الشاة التي افترسها الذئب وأفلتت منه بجراح بليغة في رقبتها أو بطنها، ودنت من الموت، صيداء: ملتوية العنق، تنشج؛ أي: لها صوتٌ وحشرجة من الدّم النازف. وهذا المعنى للمغبّبة لم يرد في المعاجم، فهي دلالة فائتة فلتستدرك. ولم تزل الكلمة بلفظها ومعناها في لهجات المنبعيين في بلادنا السعودية إلى اليوم، فهم يقولون: غبّب الذئبُ الشاة؛ إذا افترسها فأفلتت منه، ولكنها توشك أن تموت متأثرة بجراحها، فهي مغبّبة. ومعنى المغبّبة في المعاجم: الشاة تحلب يوماً وتترك يوماً، يقال غبَّبها أهلها. وهو معنى صحيح، لا ينقض المعنى الآخر الفائت.
2/ القُصَاية والـمُتواسِع:
وهما لفظان وردا في شاهد لحُميد بن ثور الهلالي من قصيدة يصف فيها ذئباً وامرأة، قال:
إذا خافَ جَوْرًا من عَدُوٍّ رَمَتْ به
قُصايَتُهُ والجانبُ الـمُتواسعُ
قال أحمد شاكر (الشعر والشعراء 1/ 390 ح6): «القُصاية: من القصو، وهو البعد. المتواسِع: من السعة. وهذان المشتقان لم يذكرا في المعاجم». قلت: وهذا شاهد لهما، فليستدركا.
3/ المِقْرام:
قال الرّمّاح بن أبرد بن ثَوبان الذُّبيانيّ الغطفانيّ المضري الشهير بابن ميادة (149هـ):
ودَوِّيّةٌ قَفْرٌ يكادُ يَهابُها
من القوم مِصلاتُ الرحيلِ دليلُ
يَعافُ بها المعبوطَ من بُعدِ مائها
وإن جاعَ مِقرامُ السباعِ نسولُ
قال ابن قتيبة (المعاني الكبير 1/ 191): «المصلات: الماضي، والمعبوط اللحم الذي يُنحر بعيرُهُ وهو صحيح من غير داء، والمِقْرام: القَرِم إلى اللحم». قلت: ومثل هذا في حلية المحاضرة للحاتمي ص 119، ولم يرد (المِقْرام) في المعاجم، فليستدرك.
4/ العثعثة:
قال الكُميت يصف الكلبَ وعانةً من الثيران:
وعاثَ في عانةٍ منها بعَثْعَثةٍ
نَحْرَ المكافِئِ والمكثورُ يَهتَبِلُ
قال ابن قتيبة (المعاني الكبير 2/ 766): «يريد طعن في بقيتها، والعثعثة المعاودة، والمكافئ مثل المعاقر كمعاقرة غالب أبي الفرزدق سحيمَ بن وثيل الرياحي، وهو أن يتبارى رجلان في عقر إبلهما فيعقر هذا ويعقر هذا، حتى يعجز أحدهما أو يبخل، يهتبل: يفترص الفرَص، والمكثور هو الثور». قلت: العثعثة بهذا المعنى لم ترد في المعاجم، فلتستدرك الدلالة.