محمد العشيوي - «الجزيرة»:
اختُتمت حفلات موسم الرياض في نسخته الخامسة في ليلة (صادق الشاعر) تكريمًا لسمو الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد، وذلك على مسرح فنان العرب محمد عبده، حيث شهدت الليلة تكريم سمو الأمير تقديرًا لإنجازاته الفنية وإسهاماته في خدمة الفن السعودي، وقد أضفى تنوع قصائده بين العامية، والنبطية، والفصحى عمقًا فنيًا وثراءً شعريًا، ما ساهم في انتشارها الكبير في الوطن العربي، كما حفلت الليلة الغنائية بمحطات بارزة من قصائده المغنّاة، حيث أبدع في أدائها كل من محمد عبده، أنغام، ماجد المهندس، وأميمة طالب.
كانت رائعة (البرواز) نقطة الانطلاقة والتعاون الفني الذي جمعه مع محمد عبده في تسعينيات القرن الماضي، وهي من ألحان صادق الشاعر، وقد أسفرت هذه الانطلاقة عن ثنائية فنية امتدت لما يقارب ثلاثة عقود، نتج عنها روائع خالدة في مسيرة فنان العرب، من بينها (المكبلهات) التي استقرت في مسيرته الفنية، وكان لكلمات الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد وألحان صادق الشاعر نصيب وافر من هذه الأعمال الخالدة، حيث شهدت الألفية الجديدة ميلاد أغنيتي (مذهلة وشبيه الريح) وقبلها (مساء الخير، ماهو عادي) وغيرها الكثير، وهما اللتان مازالتا تسكنان وجدان الجمهور والمجتمع الفني ببلاغة الوصف والكلمة واللحن، وقد تجلّى فنان العرب في هذه الليلة الطربية الاستثنائية، إذ تجاوز التعاون بينهما أكثر من عشرة أعمال غنائية شكّلت جزءًا من ذاكرة المجتمع الفني السعودي، وكانت لقطة الختام مع فنان العرب، الذي تألق طربًا أمام الحضور الجماهيري الكبير في ليلة مذهلة، كما قدم لأول مرة على المسرح أغنية (لمن سيفي يسل)، بعد أن بقيت طويلًا حبيسة البروفات.
كما قدّم ماجد المهندس مجموعة من الأعمال الغنائية من إبداعات عبد الرحمن بن مساعد، من بينها أعمال طُرحت مؤخرًا في الميني ألبوم الذي صدر أواخر عام 2024. وحظيت أنغام بألحان متنوعة من روائع صادق الشاعر، تضمنت أعمالًا مكبلهة وعاطفية، بينما نالت أميمة طالب فرصة التعاون معه في مجموعة من الألحان والأشعار التي لا تزال توثّق بها مسيرتها الفنية، وشارك في الأمسية أيضًا الموهبة الصاعدة (حمزة)، بعمل وطني حمل عنوان (الوطن الأعز) من كلماته وألحانه، والذي سبق أن تم طُرحها في العام 2020 بأصوات نخبة من الفنانين الشباب الواعدين.
وفي تكريم يليق بفخامة وضخامة الحدث، قدّم الأستاذ سالم الهندي، بإسم موسم الرياض، درع التكريم للأمير الشاعر عبد الرحمن بن مساعد من على خشبة المسرح، وألقى سموه كلمة قال فيها (حفظ الله المملكة العربية السعودية ومقام مولاي خادم الحرمين الشريفين، وسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان)، كما قدّم شكره الجزيل لمعالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، ووجّه شكره إلى روتانا منظمة الحدث، وجميع الفنانين المشاركين في هذه الليلة.
وشهدت الأمسية، قبل انطلاقتها، عرض فيلم وثائقي تناول المسيرة الفنية التي قدّمها صادق الشاعر في الساحة الغنائية العربية، تخلله ظهور مجموعة من الشخصيات الفنية البارزة، من بينهم عبد الرحمن بن مساعد، الأمير الشاعر نواف بن فيصل، الملحن سهم، الأمير الشاعر سعود بن عبد الله، الفنانة أصالة نصري، الموزع الموسيقي عصام الشرايطي، المايسترو هاني فرحات، بالإضافة إلى نجوم الليلة الغنائية، كما أبحرت الأمسية في رحلة موسيقية غنية بالتنوع والإثراء، من خلال الألحان والمقامات الموسيقية التي صاغها بمهارته وأدّاها نجوم الأغنية بإحساس عالٍ.