محمد العويفير
لم أكن متفاجئاً بخسارة الهلال الكلاسيكو أمام الاتحاد يوم السبت الماضي، بل إنني توقعت في مقالتي السابقة فوز الاتحاد، وهو فوز مستحق نظير ما قدَّمه في المباراة، فالهلال مع جيسوس ولاعبيه ما زالوا يعيشون على أطلال الموسم الماضي، من حيث التصريحات واللغة التي باتت سائدة في حديث المدرب، وردود فعل اللاعبين أمام جماهيرهم، ونسوا أن الهلال لم يعش أبداً على نجاحاته السابقة، ولن تكتفي جماهيره اليوم بحصاد الأمس طوال تاريخه، فالمدرب ما زال يرى أن لديه رصيداً يشفع لما يرتكبه من أخطاء، واللاعبون مستاؤون من سخط الجمهور نظير ما قدموه في المباريات السابقة من أداء باهت ونتائج متعثرة أبعدتهم كثيراً عن الصدارة؟
دخل جيسوس المباراة وهو يعلم بأنه سيكابر بإشراك من هم لا يستحقون المشاركة على حساب من هم أحق، وبأسلوب هو يعلم يقيناً أنه لم يعُد يجدي كما كان الموسم الماضي، ومع ذلك أقدم على كل ما سبق، فكان نتيجة ذلك خسارة مدوِّية بالأربعة.
أين الإدارة من مدرب فرَّغ دكته من لاعبيه المؤثِّرين لحساب لاعبين لا يشكلون الفارق مع أي ناد؟ وأينها من لاعبين تعالوا على جماهيرهم وبقوا صامتين؟ وأين دورها من إدارتها للفريق كامل الموسم بدلاً من تفرغها لتجهيز الفريق للمشاركة في كأس العالم للأندية الصيف القادم؟ وهل موسم الهلال يبدأ وينتهي من خلال هذه البطولة؟ وهذا الصمت المطبق منها ألم يحن وقت وأده للخروج وطمأنة الجماهير حول الفريق وإعادة المياه لمجاريها بين الجمهور وفريقها؟ ولماذا لم نرَ أي ردة فعل لها وللفريق تُشعر الجماهير بأن ما حصل أمام الرياض وضمك ما هو إلا كبوة جواد سيتم من خلالها إصلاح الأخطاء في الفريق والعودة به للمنافسة، والبداية من خلال مباراة الاتحاد والتي لم نر فيها سوى استمرار للأخطاء ذاتها وكأن شيئاً لم يكُن!
في الهلال أسئلة كثيرة لم يجد الجمهور إجابة عنها، فالإدارة تهوى الصمت في كل شيء حتى وهي ترى جمهورها يغرق في بحر الأسئلة، وفارق الخمس النقاط ليس بالفارق الكبير، ولكنه الآن بات فارقاً كبيراً على فريق لا يوجد به أكثر من 13 لاعباً بحد أقصى، تستطيع الرهان عليه في ظل مرحلة ستشهد تداخلاً في المنافسات ومباريات متلاحقة وبطولة قادمة في الصيف ينبغي أن يصل لها الفريق وهو بكامل جاهزيته، أما المتصدر فهو متفرِّغ تماماً للتركيز بالدوري والحفاظ على هذا الفارق النقطي قدر الإمكان.
رسالتي
هجوم جمهور الهلال على إدارة ناديهم ليس بغريب، فالعلاقة بين الإدارة والجمهور علاقة عملية لا مكان للعاطفة فيها، يرون الجمهور كمستهلك ومورد اقتصادي للنادي، والجمهور يرى الإدارة كجهة ينبغي منها تحقيق الأهداف دون أي ارتباط عاطفي وثيق بين الجهتين.
** **
- محلِّل فني