د. فهد صالح عبدالله السلطان
كانت ليلة من ليالي الوفاء لأحد أبناء هذا الوطن الكريم.. لم يكن وفاءًا أو احتفالا تقليديا وإنما كانت ليلة أسرية مليئة بالفرح والبهجة كرم فيها نخبة من النخب الوطنية ابنا بارا فوصفوه بما يستحق بعبارات تخلو من المجاملة، وتستند إلى شواهد من التاريخ.. كرموه بأنه إنسان ورئيس تحرير وقائد فريق وملهم وكاتب وقبل كل هذا مواطن مخلص. وأغدق عليه الكثير من الحضور بعبارات جميلة تؤصل لتاريخه الجميل وسيرته العطرة.
أعترف بأنني ورغم حضوري الحفل وحتى آخر فقرة فيه لم أشارك بمداخلة واحدة فقد آثرت أن أترك المجال لزملائه الإعلاميين واصدقائه في رحلته العملية والأدبية؛ فهم أقرب إلى الواقع وأكثر خبرة مني في مسيرته وسيرته.. فكل منهم، كما يقال، شاهد على العصر.
كانت الطروحات كسلة فواكه متنوعة؛ فمنهم من تحدث عن الضيف كإنسان ومنهم من تحدث عنه كقائد وملهم تخرج على يديه قادة في المجال الإعلامي والصحفي والأدبي، وهناك من تحدث عنه كأديب، وذاك أفاض في وطنيته وصبره وتحويله للتحديات إلى فرص وآخر تحدث عن إبداعته في العمل وتطويره للمؤسسة التي يرأسها. وقد كان معظمهم إن لم يكن كلهم يستند في طرحه إلى حقائق تاريخية وأحداث ووثائق تؤصل لما يطرحه حول الضيف.
كنت مستمعا طوال الوقت وكنت في واقع الأمر مذهولا خاصة وأنني لست قريبا من هذه الشخصية ولم يسبق لي العمل معها، وسبب ثالث وهو الأهم فعلى الرغم من أنه يعمل في مجال الإعلام وأمضى جل حياته العملية فيه فإنه لم يكن منصفا مع نفسه إعلاميا. لذا ولأنني لا انتمي للمجال الإعلامي فقد كانت هذه الليلة بالنسبة لي ليلة قراءة وتعرف على تاريخنا الأدبي والإعلامي الحديث، قرأت فيها سيرة أحد رواد هذا الإرث الجميل وربما أكثرهم عطاءا قرأتها (من شهود العيان).
بقي نقطة مهمة وهي أنني احتفظ بحقي للمداخلة ولكنها مداخلة مكتوبة في هذا المقال، وهي موضوع لم يتم الاستفاضة فيه ليلة البارحة وهي شخصية الضيف ككاتب . لقد كنت متابعا لكتاباته أثناء الحرب على غزة.. وأختصر بانطباعي عنها بأنني حينئذ تعرفت على كاتب يجمع بين الشجاعة الأدبية المغلفة بالحكمة.. وحتى لا يظن القارئ الكريم أنني أميل إلى الثناء وإن كان المعني بالمقال يستحقه فإنني آمل من القارئ الكريم الاطلاع على مقالات الضيف في جريدة الجزيرة خلال الستة أشهر الأخيرة من الحرب. سيلاحظ القارئ لهذه المقالات أنها تمثل مجموعة من أكثر المقالات العالمية جرأة وحكمة وأكثرها موضوعية..
كل الشكر والتقدير للأستاذ أحمد الحمدان رئيس قيصرية الكتاب الذي رسم هذه اللوحة من الوفاء والتقدير لواحد من رموز الأدب والإعلام في وطننا العزيز، الأستاذ خالد بن حمد المالك.
حفظ الله لهذا البلد الكريم قادته وشعبه وأمنه.