الوفاء هو دعوة لمن تحب وهو الإخلاص والعطاء الذي لا يأتي إلا من قلب طاهر تدفعه نية صادقة، وهو لغة لا يتقنها كل البشر ولا يستشعر الجميع عظمتها أو أن يفهمها أو يحسها، وأعظم الوفاء هو وفاء الأحياء للأموات، فهو البر بهم والوفاء إليهم وذكرهم والإشادة بهم. والوفاء سمة المبدعين المخلصين الأوفياء أصحاب المشاعر الصادقة، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
صاحب السمو الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف حفظه الله مدرسة في الوفاء والعمل الإنساني جسّد كل معاني الوفاء وأكثر في مواقف كثيرة لا يتسع المجال لذكرها وكان آخرها الندوة التي أُقيمت مساء يوم الأربعاء 27-08-1446هـ الموافق 26-02-2025م بعنوان (رائد من رواد إدارة المدن معالي الأستاذ عبدالله العلي النعيم).
هذه الندوة جسدت كل معاني الوفاء والإخلاص وسمو الأخلاق التي يتمتع بها سمو الأمير عبدالعزيز بن عياف. ولأن سموه لا يقبل إلا أن يكون العمل في القمة من حيث الإعداد والتنظيم والإخراج ليعكس ما يتمتع به سموه من دقة وإتقان وحرص على كل عمل ومبادرة، ولمعرفتي ومتابعتي لجزء كبير من تفاصيل الإعداد لهذه الندوة والتي بدأت كمبادرة إنسانية غير مُستغربة من سموه تُضاف إلى مبادرات سموه الكثيرة الخيرية والاجتماعية والإنسانية. حيث وجّه سمو الأمير عبدالعزيز بن عياف جامعة الأمير سلطان بالإعداد لتنظيم هذه الندوة مباشرة بعد وفاة معالي الشيخ عبدالله العلي النعيم (رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته) وخلال أيام العزاء مما يعكس ما يكنه سموه للمرحوم من محبة وتقدير وحرصاً من سموه أن تظهر الندوة بأفضل صورة إعداداً وتنظيماً وإخراجاً.
استغرق الإعداد لها أكثر من شهرين لتظهر بهذا المستوى العالي من حيث التنظيم وقيمة المتحدثين ومستواهم من داخل وخارج المملكة وتنوع محاور الندوة. إضافة إلى الحضور الغفير ممن حرصوا على حضورها، لم تكن ندوة فقط، بل كانت مؤتمر حب ووفاء تسابق الجميع للمشاركة فيه سواء كانوا متحدثين أو حضورا، ولم يكن هذا ليتم لولا توفيق الله تعالى ثم اهتمام وحرص ومتابعة سمو الأمير عبدالعزيز بن عياف لأدق التفاصيل وتذليل كل المعوقات.
جزى الله سمو الأمير عبدالعزيز بن محمد بن عياف خير الجزاء على ما قام به ويقوم به دائماً وجعل ذلك في موازين حسناته وأثابه وأمد الله في عمره بصحة وعافية ليواصل عطاءاته ومبادراته الإنسانية.
** **
- م. علي حمد العليان