سليمان الجعيلان
نعم، أنقذوا الهلال من غطرسة وعنجهية مدربه جيسوس، الذي أصبحت أفكاره وخططه مكشوفة لكل المدربين، وباتت أعذاره وتبريراته محفوظة عند جميع المتابعين، وظل عاجزاً عن تصحيح مشاكل لاعبيه اللياقية، ومعالجة أخطاء فريقه الدفاعية، فضلاً عن استمرار فشله في قراءة وإيقاف هجمات المنافسين، الذين استغلوا وضع الهلال المهترئ فنياً ودفاعياً، بل ولياقياً، لتسديد بعض الفواتير السابقة، ولكن بطريقة مخجلة وبنتائج مذلة بحق الهلال كما حصل في رباعية الاتحاد وثلاثية الأهلي في مرمى الهلال في ظرف أسبوع واحد!
ونعم، أنقذوا الهلال من إخفاق وإحباط إدارته التي فضَّلت الصمت أمام كل ما يجده الهلال من أخطاء من اللجان والحكام طوال المواسم الماضية، ولما امتلك رئيسها الشجاعة في الظهور ظهر فقط ليوجه سهام انتقاده لجمهور الهلال فقط لأن هذا الجمهور العاشق أراد أن ينتقد ويقوِّم لاعبي فريقه، وليقوم بالدور الذي عجز عن القيام به رئيس الهلال ومدرب الهلال!
ونعم، أنقذوا الهلال من عبث بعض لاعبيه، الذين أصبح دورهم ومهمتهم في المباريات التنافسية والمواجهات الحاسمة التسبب في خسائر فريق الهلال والتلاعب بمشاعر جماهير الهلال، ومع ذلك ما زالوا يجدون مَن يتعاطف معهم، بل ويدافع عن أخطائهم المتكررة والمتراكمة!
ونعم، أنقذوا الهلال من تحطيم وتقزيم بعض الهلاليين لناديهم، والذين عند كل إخفاق أو انكسار للهلال يبررون ويدافعون عن أخطاء رئيس الهلال ومدرب الهلال، بحجة أنهم حققوا ألقاباً وحطَّموا أرقاماً مع الهلال في الموسم الماضي في تقزيم وتحطيم لسيرة ومسيرة الهلال التاريخية، التي تأسست وترسخت على أن الهلال لم ولن يكون يوماً من الأيام رهينة الرمز الواحد أو النجم الواحد أو الجيل الواحد كما هو في بقية الأندية!
وباختصار، حظوظ الهلال بانتزاع لقب الدوري أصبحت محدودة إن لم تكن باتت معدومة، خاصة بعد أن فرَّط مدرب ولاعبو الهلال -بخسارتهم أمام الأهلي- في تقليص فارق النقاط مع المتصدر الاتحاد بعد تعثّره أمام الخليج، وبالمناسبة ليست هذه المرة الأولى التي يفشل مدرب الهلال ولاعبو الهلال في استغلال تعثّر منافسهم الاتحاد الذي خسر في الجولة الـ11 من أمام ضمك، لأنه بنفس الجولة أيضاً تلقى الهلال هزيمة قاسية من الخليج بثلاثية، وهو ما يؤكد أن مدرب الهلال ولاعبي الهلال غير جادين، بل وعاجزون عن تحقيق لقب دوري هذا الموسم، ولاسيما أن الفارق مع الاتحاد توسع اليوم لـ8 نقاط، ولذلك أصبح أمام الهلال استحقاق واحد مهم وضروري التركيز عليه، وهو بطولة النخبة الآسيوية التي تنطلق مراحلها المتقدمة والحاسمة بالنسبة لفريق الهلال بعد غد الثلاثاء، وتحتاج من إدارة ومدرب ولاعبي الهلال إلى الكثير من التضحيات الإدارية والفنية لتجاوز هذه الإخفاقات المحبطة من خلال تحديد الأولويات والتعامل مع بقية المباريات في الدوري بذكاء لتجاوز مشكلة الإصابات وخصوصاً أن المرحلة القادمة من هذه البطولة، وأعني النخبة الآسيوية، لا تقبل ولا تتحمَّل المزيد من التعثّرات، وإنما بإعادة النظر والتنازل عن بعض القرارات الإدارية والقناعات الفنية لإنقاذ الهلال قبل فوات الأوان!
السطر الأخير
اعترافات متأخرة وربما متأخرة جداً تحدث عنها مدرب الهلال جيسوس بعد خسارة فريقه من أمام الأهلي عن مشاكل فريقه الفنية ولاعبيه اللياقية وتسببها في الإصابات العضلية لبعض اللاعبين المهمين بالفريق، دون أن يجد لها جيسوس وطاقمه الفني والطبي حلولاً فنية وطبية، وأيضاً هي تبريرات مستفزة وربما مستفزة جداً عندما حاول جيسوس أن يختزل مشكلة الهلال بضغط المباريات، لأن الهلال ولاعبيه كانوا يعانون من نفس المشكلة، وأعني مشكلة ضغط المباريات، وتداخل المسابقات الموسم الماضي، ومع ذلك لم يتعرض الهلال ولاعبوه لهذه الإشكاليات والإصابات التي ما هي إلا هروب جديد للمدرب جيسوس من تحمّل المسؤولية أمام هذه الإخفاقات والإصابات لفريق الهلال وللاعبي الهلال..! نقطة آخر السطر.