إيمان الدبيّان
التوعية مهارة والاستدامة براعة وبين هذه وتلك تكون الصناعة.
وأعني بذلك فن صناعة الاقتصاد بكل أنواعه وفي مختلف مجالاته.
إن التوعِية من الفعل (وعّى) تكون بجعل الناس يدركون حقائق الأمور من خلال تكوين الفهم الصحيح لحقيقة ما حولهم واستيعاب حجم دورهم وقيمة أثرهم، وهذا الإدراك هو الوعي الذي هو «نتيجة للتفاعل بين أنفسنا وعالمنا المادي المحيط بنا، وهو يلعب دوراً مهماً في التطور المجتمعي حيث أن الأفكار التي توجد لدى الناس تساعد على خلق مجتمع متطور أو وصم ذلك المجتمع بالمتأخر.
إن الوعي الاجتماعيُّ يعد ركيزةً من ركائز تقدُّمِ المجتمعات، بل له دوره الكبير والرئيس في نموها وجعلها ترتقي قمم الدرجات وتنافس عالميا نحو أعلى المستويات؛ وذلك بالرفع مِن شأن أفراده، وإدراك كل إنسان لذاته وماهية أدواته وهذا الإدراك هو أساس المعرفة.
مهارة التوعية التي تحقق ببراعة الاستدامة تنطلق بمعطيات مهمةً وتتشكل بأدوات جمّة منها وليس كلها: المعرفة ثم الاستشعار، فمتى ما عرفنا أهمية التوعية بقضية خلق اقتصاد مستدام استشعرنا دورنا وواجبنا في هذه القضية الوطنية المهمة لنا ولأجيالنا القادمة، وهذا الاستشعار يبدأ من داخلنا موجها نحو أبنائنا في منازلنا وزملائنا في مقرات أعمالنا وطلابنا في مدارسنا والأفراد في شوارعنا وحدائقنا وملاعبنا وللمصلين في بيوت عباداتنا نحو كل مجتمعنا مواطنين ومقيمين سياح وزائرين.
الاقتصاد المستدام لن يكون سهل المرام ولن يبلغ ذروة الاهتمام إذا لم نجعله قضية نؤمن بها وحقيقة نبحر في محيطاتها العميقة ونصارع أمواجها العنيفة بمجاديف التثقيف والتوعية بتطبيق وتهيئة.
التوعية المجتمعية نحو الاقتصاد المستدام الذي استهدفته رؤية المملكة العربية السعودية هي مطلب على كل جهة حكومية أو خاصة أو غير ربحية، وهي حق لكل فرد غاب عنه هذا المفهوم، وعجز عن تحقيق ما في الاقتصاد المستدام من أثر معلوم، وخاصة في الاقتصاد الدائري الذي يرتكز على تقليل الهدر وإعادة التدوير بأرقى فكر.
التوعية المجتمعية نحو الاقتصاد المستدام عامة والاقتصاد الدائري خاصة يكون بفعل مشهود بدأنا نجني ثمره من جهاته المعنية، وبقلم داعم نرتشف شهد حرفه من صفحاته الثرية، وبتواصل فاعل ناجع مع كل من يثري هذه القضية.
نفكر وندور، وباقتصادنا نزهر ولا نهدر، توعية نحو الاستدامة والريادة، واستشعار يحقق لنا القيادة.