م. بدر بن ناصر الحمدان
أجدني كسعودي، فخوراً، ومُفعماً بالحياة حينما أكون في حضن الأرض المحمية بأمر من الملك، الأمر الذي جاء من أجل تكريس القيم المكانية لإعادة الاعتبار للطبيعة من أجل الإنسان، لكونها ملكاً عاماً للوطن، ومن حق كل من يعيش على الأراضي السعودية أن يستمتع بها وبمقدرتها الطبيعية والنباتية والحيوانية.
قرار المحميات الملكية السعودية ما هو إلا تعبير عملي عما وصلت إليه عقلية الإدارة الحضرية في المملكة من نضج نوعي انتقل بها إلى مستوى أكثر تقدماً في التحكم بإدارة التنمية ليس على المستوى المؤسسي فحسب بل امتد ذلك للإدارة الذاتية لقاطني هذه الحيزات الطبيعية من مصدر وعي بأهميتها ودوره في منظومة الحياة.
يمكنني القول ومن تجربة شخصية أن المشهد داخل هذه المحميات أصبح مختلفا تماماً، بل ومٌثيرا للدهشة، ويدعو إلى التأمل في هذا التحول الكبير في طبيعة إستثمار الأرض من مفهوم الحيازة إلى الإدارة.
حينما تتواجد هناك سوف تستدعي الشغف الذي بداخلك لمعرفة كيف حدث ذلك في غضون وقت قصير من عمر التنمية، وكيف تم التغلب على البدايات التي حتماً واجهت تحديات لاحصر لها ولاسيما على تلك لمساحات الشاسعة والتي عانت من التدهور لسنوات مضت.
الكثيرون في انتظار «حكايات لم تروَ» عن هذه التجربة السعودية الفريدة، فما حدث كان عمل استثنائياً على أرض الواقع وليس مجرد حلم.