بدر الروقي
تعج مثل هذه الأيَّام الفاضلة بالمسابقات التي تنطلق من مبدأ ملء الفراغ، والرغبة في الفوز بتلك الجوائز المعلنة... ولو على سبيل الحظ، أو تأتي كما قيل:
صدفة خير من ألف ميعاد.
فالفوز غير متوقع، والجوائز لا تسع الجميع.
وتتبع تلك المنصات يستمر بشكل رهيب.
حتى إنَّ الساعات تمر على صاحبها وهو لايحس بها، بل لايولي لذلك أي اهتمام.
والنفس البشرية مجبولةٌ على حب المال ولا شك وأكثر من يبحث عن المال هم أولئك الذين يقيمون تلك المسابقات سواء كانوا مشاهير أو شركات رعاية، أو مؤسسات مانحة.
الكل يبحث ويتحرَّى ويتطلع لمشاريعه وأهدافه فالغاية واحدة والوسائل لا تحصر.
وأعجب ما في الأمر أنها تنشط وتتزايد في هذا الشهر المبارك الذي أعلن عن مسابقته خير الناس وأبر الناس - صلوات ربي وسلامه عليه - وذلك قبل (ألف وأربعمائة عام)
فقال: (جاءكم شهر رمضان، شهرٌ مباركٌ، شهرٌ تُحطُّ فيه الخطايا، ويُجاب فيه الدعاء، فأروا الله من أنفسكم خيرًا، فإنَّ الشَّقي مَن حُرم رحمة الله).
هي والله المسابقة الأعظم، والتي تسع للجميع أجوراً وجوائز، ويكفي أن الراعي والمانح هو -رب العالمين- أليس هو القائل سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: (..إلاّ الصيام فإنه لي وأنا أجزي به)..
{وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ} (133) سورة آل عمران.