مشعل الصخيبر
هناك عوامل مشتركة وأوجه متشابهة بين السفرة الرمضانية التي تعدها وتقدمها الأسر السعودية والخليجية بشكل عام على مائدة الإفطار في شهر رمضان المبارك وما تضمه تلك السفر من أصناف متنوعة من الأطباق المختلفة؛ فهناك أكلات تتكرر مع دخول شهر رمضان المبارك كل عام، وبين المسلسلات الرمضانية التي تقدمها القنوات الرسمية أو المحطات الفضائية الخاصة الأولى يتم تناولها والثانية يتم متابعتها، وقد يجتمع بين الأكل والمتابعة في آن واحد فأصبحت الأعمال التلفزيونية في شهر رمضان المبارك أشبه بالسفرة الرمضانية لتقديم المسلسلات، فقبل دخول شهر رمضان المبارك بعدة أشهر يقوم الكتاب والمخرجون والمنتجون والممثلون بتجهيز أعمالهم واختيار اماكن مناسبة للتصوير لتكون أعمالهم جاهزة ليتم عرضها في شهر رمضان المبارك، فهناك سباق أشبه بسباق الأحصنة، ومسابقة قوية عبر القنوات لتقديم الأعمال التلفزيونية بشقيها سواء الكوميدية أو التراجيدية أو البرامج الحوارية والمسابقات، فهناك أعمال أشبه ببعض الأطباق الرمضانية تتكرر كل عام على السفر الرمضانية، خاصة البرامج الحوارية لأن هناك ضيوفا يتم تكرارهم كل عام بنفس الأسئلة على قنوات مختلفة، ولم يكن هناك شيء جديد وهناك أعمال شبه مكررة، وهناك أعمال مكررة من ناحية أسم المسلسل لكنها تحمل أدوارا مختلفة وأعمالا مختلفة، ولايزال الناس يتابعونها وينتظرون عرضها بفارق الصبر.
بحكم متابعتي واهتمامي فيما يعرض في شهر رمضان من مسلسلات وبرامج تكتظ بها القنوات الفضائية ايقنت إن المسلسلات التي تقدم وتحصى بمتابعة جيدة لا علاقة لها بضخامة العمل من الناحية الإعلانية أو اسم الكاتب والمخرج، وكذلك المنتج أو من يقومون بتقديم تلك الأعمال من خلال الأدوار التي تناط بهم، خاصة الممثلين وليس للأسماء الكبيرة علاقة في ذلك ولا حتى دقة التصوير ومكان التصوير والقصور الفارهه التي تقام فيها المسلسلات ولا السيارة التي يستخدمها الممثلين ويتنقل بها بها أثناء عرض حلقات المسلسل فالعمل في جودته وتقبل المشاهد له والحرص على متابعتة وهنا سوف أتكلم عن عمل يتكرر كل عام في شهر رمضان المبارك يقوم بأدواره وأعماله شباب سعوديون بأدوات تصوير بسيطة، ولكنه أصبح حديث الناس في شهر رمضان المبارك وهو «شباب البومب» بقيادة الممثل المتألق الشاب فيصل العيسى ومن معه من الممثلين وفي مقدمتهم الممثل القدير علي المدفع أبو طارق متعه الله بالصحة والعافية وغيرة من الشباب والشابات السعوديين المسلسل يغلب عليه الطابع الكوميدي والبساطة في الطرح يتم التصوير في استراحات بسيطة وفي طرقات وميادين عامة، ومحلات ومطاعم لكنه يشد انتباه المشاهد فأصبح المسلسل يتكرر كل عام ولا تزال له شعبية كبيرة، لا علاقة لي بأحد من الممثلين في المسلسل أو الكتاب، وكذلك مخرج العمل ولكن هذه وجهة نظري في هذا المسلسل الذي أسمع ثناء الناس عليه من خلال المجالس العامة ومن خلال حرصي على متابعة المسلسل كل عام بل شاهدت البعض يقوم بمتابعة حلقات شباب البومب حتى بعد نهاية شهر رمضان المبارك المسلسل منذ انطلاقه قبل عدة سنوات، وهو يحظى بمتابعة من قبل المشاهدين خاصة في السعودية والخليج، وما يتميز به أن القائمين على العمل يقومون باستقطاب المواهب الشابة من الجنسين، وكذلك الشعراء فأصبح متاحا لجميع المواهب السعودية لتقديم مواهبها للمشاهد من خلال الأعمال التي يقومون بها، أجزم بأننا في شهر رمضان المبارك هذا العام الذي لم يتبق عليه إلا عدة أسابيع موعودون على أعمال متميزة لا تقل عن أعمال المسلسل السابقة.
وقبل الختام فقد الوسط الفني قبل عدة أيام الفنان الكبير القامة والقيمة الممثل محمد الطويان أحد القامات الكبيرة في عالم التمثيل على مستوى السعودية والخليج والوطن العربي، فقد قدم رحمه الله وغفر له العديد من الأعمال الكوميدية والتراجيدية، وكذلك المسلسلات البدوية، فسيبقى الممثل الراحل الكبير محمد الطويان في ذاكرة السعوديين والسعوديات من خلال أعماله التي قدمها طوال حياته والتي سوف يخلدها التاريخ له.