طفلة النفيعي
يطل علينا شهر المغفرة والعتق من النار جعلنا الله وإياكم ووالدينا من عتقائه ومن الذين يدخلون من باب الريان بلا حساب ولا سابق عذاب (باب الريان باب خاص بالصائمين في الجنة)، رمضان شهر القرآن وفيه ليلة هي خير من ألف شهر وفقنا الله وإياكم لها، يهل علينا شهر الرحمات ونحن كلنا أمل بأن يتقبل الله من منا ومن سائر المسلمين الصيام والقيام وصالح الأعمال يقول ربنا عز وجل عن مكانة رمضان {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآن} سورة البقرة[185] والحقيقة الشهر الفضيل فرصة كبيرة وغنيمة من الغنائم التي إذا وفق المسلم في استثمارها فقد وفق لخيري الدنيا والآخرة بإذن الله وذلك بحرصه على الطاعات المفروضة كالصلاة في وقتها، وكذلك استحباب استخراج الزكاة في رمضان لفضيلة الزمان، ولكون نفعها أكثر لمستحقيها، وحفظ صيامه وجوارحه من الآثام والمعاصي التي قد تجرح صيامه والاهتمام بذلك والحرص على ختم القرآن الكريم وتدبره في الشهر الفضيل أكثر من مرة، وكذلك النوافل ففي رمضان تتضاعف الأجور بما يعادل أجر الفريضة، وذلك من كرم الله عز وجل وفضله وهو أكرم الأكرمين ورمضان فرصة للتغيير للأفضل وجبر التقصير الذي قد حدث منا بقصد أو غير قصد في العبادات أو من لهم حق علينا من أقارب وأرحام وجيران... أولاً بالنية الصادقة في ترميم ما قد حدث من تصدعات طوال الأحد عشر شهراً الماضية من العام، قبل حلول شهر رمضان المبارك سواءً التي علمناها أو التي جهلناه ونحسب بأننا على حق فالإنسان ليس معصوما أبداً من الخطأ وعليه دائما تجديد التوبة ابتغاء مرضاة الله وجنةً عرضها السموات والأرض...
وشهر الخير والرحمة يساعد الإنسان على وضع الخطط الناجحة للإنجاز بفضل البركة التي تُميز هذا الشهر الكريم شهر الإحسان ففيه تنشط الأبدان وتنشرح الخواطر، ولأن شهر الصيام مدرسة للصبر، على الجوع والعطش وهذا فيه صحة لجسم الإنسان، وليس «العكس صحيح». حيث يزداد النشاط والصفاء الذهني وهذا من ثمرات الصوم الذي خص الله بهِ عباده في العام مرة واحدة لتجديد نشاط الجسم وحيويته ولياقته وهو ما اتفق عليه الأطباء من الناحية الصحية (نستثني من ذلك المرضى فليس على المريض من حرج)، ومن مظاهر رمضان الاجتماعية الجميلة التفاف الأسرة الواحدة على مائدة الإفطار يومياً بكل حب وسعادة، وكذلك تقوية أواصر العلاقة بين الأقارب والجيران في ترابط ورحمة ومودة واحتواء في مشهد يسر الناظرين وحتى في كثير من الأحيان نجد على موائد إفطار الصائمين ممن هم من جنسيات أخرى أو على غير ديننا من الذين يعملون على هذهَ الأرض الطيبة المباركة مملكة الإنسانية، قل أن يوجد له مثيل إلا في ديننا الإسلامي الحنيف دين التسامح والتعايش والسلام..
وكل عام وأنتم بخير..