فهد المطيويع
الانحدار الذي يعيشه الهلال في هذا الموسم أمر غريب ومحير، فقد تحول من فريق لا يقهر إلى فريق مهزوز سهل اختراقه وهزيمته! مع أنه يضم أسماء كبيرة ولا تقارن بالآخرين، ومع ذلك خبا نجمهم وهبط أداؤهم دون مقدمات.
المضحك المبكي أن الدوري يريد الهلال والهلال يرفض الهدايا، ويرفض أن ينهض من كبوته، وكأن جيسوس يريد له مثل هذه النهاية.
شخصياً اعتبرت عودته الموسم الماضي نصراً للهلال، ومعه توقعت أن يكسر الهلال كل الأرقام، وهذا ما كان، ولكن للأسف جيسوس قرَّر أن يعيد الفريق للمربع الأول وأن يهدم كل ما عمله، وكأنه أراد أن يذكّرنا بتلك المرأة الحمقاء التي تنقض غزلها كل مرة رغم أنه كان غزلاً متقناً، وهذا ما كان من جيسوس هذا الموسم، فريق يتصدر ويتنازل عن الصدارة مرغماً لضعفه وضعف لاعبيه الذين فقدوا الشغف وفقدوا العطاء داخل الملعب، بعد أن عم الإحباط داخل نفوسهم، فهناك من يبني ويحاول انتشال الفريق وإعادته للواجهة، وهناك خط دفاع يهدم ويحبط لاعبين وجماهير، حتى الحارس القدير (بونو) اهتزت ثقته بوجود الثنائي المهزوز أمامه.
بصراحة، لم أعد أثق في عمل هذا المدرب الذي ترك له الحبل على الغارب من قبل الإدارة، رغم خبرتها الطويلة في التعامل مع الظروف والمتغيّرات الطارئة! وعلى ما يبدو أن الأستاذ القدير فهد المفرج أيضاً فقد الشغف، لهذا وصل حال الهلال إلى ما وصل إليه بإهمال جماعي.
مشكلة الهلال أنه لم يستغل الفترة الشتوية كما يجب، ولم يتخذ قرار الاستغناء من عدمه لنيمار ولودي، أضف إلى ذلك أنه سمح بتفريغ الهلال من أسماء مهمة وترك أخرى أقل فنياً، لهذا ظل الاعتماد الأكبر على 12 لاعباً فقط، والبقية للأسف ليسوا إلا تكملة عدد، والدليل أن الفريق لا يجد أحداً من الاحتياط قادراً على المساهمة بفعالية لتغيير مجريات المباراة في الأوقات الصعبة.
من المسؤول عن إضعاف دكة الهلال التي كانت مضرب مثل؟ من المسؤول عن تأخر اتخاذ القرار في إبعاد نيمار؟ ولماذا استمر لودي حتى مع إحضار متعب الحربي؟! تفاصيل بسيطة كان لها دور في تدهور نتائج الفريق وتخليه عن الصدارة رغم ضعف منافسه مع احترامي للاتحاد وتاريخه، فمع أنه متصدر إلا أنه يعاني فنياً في كل مباراة في الدوري ومع أي فريق، المباراة الوحيدة التي فاز بها بقوة وجدارة ودون معاناة هي مباراة الهلال الأخيرة، عدا ذلك فهو يعاني في كل مباراة، وأجزم أنه سيستمر يعاني مع أن حظوظه ما زالت قائمة بتحقيق الدوري، لأن الهلال ضعيف فنياً ويرفض هدايا الأندية.
أتمنى أن يتدارك المفرج وبقية معاونيه الموقف ويدعموا الفريق معنوياً لكي لا تضيع الآسيوية كما ضاع الدوري، مع أنني ما زلت متفائلاً بعودة الهلال مجدداً لسباق الدوري، وكأن لسان حال جماهير الهلال يردد وبثقة (قدم الاتحاد والحقه)، من يدري فقد يفعلها الهلال.