عبد العزيز الهدلق
ضجة كبرى على مستوى الساحة الزرقاء بسبب تراجع نتائج الفريق وخسارته العديد من النقاط التي أبعدته عن الصدارة وقرَّبته كثيراً من أصحاب المراكز الثالث والرابع والخامس.
المتابع المنصف لمباريات الهلال الأخيرة التي اهتزت فيها نتائجه وتراجعت، يلاحظ أن المستوى الفني العام للفريق ميدانياً لم يتراجع، ولكن هناك أسباب متعددة اجتمعت على الفريق فهزت نتائجه.
وأول هذه الأسباب غياب الهداف الكبير الكسندر ميتروفيتش، فالهلال تعثر أمام القادسية وضمك والرياض والاتحاد والأهلي والتي لو كان ميتروفيتش موجوداً فيها لكسبها جميعاً بسبب وفرة فرص الأهداف التي كانت تتاح أمام مهاجمي الهلال، ولكنهم عجزوا عن ترجمتها لأهداف! فقد كان المستوى الفني للهلال أمام جميع تلك الفرق هو الأفضل، ولكن عانى من عجز في التسجيل!
والأمر الآخر لتراجع نتائج الفريق هو الأخطاء الدفاعية المتكررة، والتي لم يبادر جورجي جيسوس لمعالجتها منذ ظهورها الأول أمام القادسية، فتكررت أمام ضمك ثم الرياض فالاتحاد والأهلي. وظل جيسوس يتفرج على هذه الأخطاء دون أن يبدر منه أي رد فعل لإصلاحها. وتكاد تكون الأهداف التي ولجت مرمى بونو متشابهة في طريقة تسجيلها. فقد كانت تسجل بأخطاء فادحة من متوسطي الدفاع. وكان الحل الأسرع أمام جيسوس لمعالجة الخلل يكمن في تقوية منطقة المحور بإشراك محمد كنو إلى جانب نيفيز الذي كان يقاتل وحيداً في هذا المركز حتى استهلك واستنزف وتحمَّل ما يفوق طاقته، ثم بعد ذلك يضع الحلول الناجعة كما يراها. ولكن ما يعيب جيسوس كمدرب أنه عنيد في الاعتراف بأخطائه، ويصر على استمرار نهجه رغم أنه أصبح كارثياً. وقد تلقى مرمى الهلال خلال (22) مباراة (28) هدفاً، وهو رقم لم يحدث في تاريخ الهلال، فكيف يتلقى الهلال هذا العدد من الأهداف وهو الذي يقف في مرماه ثالث أحسن حارس في العالم (بونو)، ويقف أمامه اثنان من أفضل مدافعي العالم كوليبالي وكانسيلو، واثنان من أعمدة دفاع المنتخب السعودي البليهي والحربي؟! والجواب على هذا السؤال أن السبب في ذلك يعود لسوء التنظيم، وسوء الأسلوب الفني الذي يتبعه المدافعون بتوجيه من مدربهم، القائم على التقدم المبالغ فيه للأمام، حيث وجدها مدربو الفرق الأخرى فرصة للانطلاق نحو شباك الهلال، فسجل مهاجمو القادسية وضمك والرياض والاتحاد والأهلي (12) هدفاً بنفس الطريقة تقريباً.
وطبيعي أن يهتز مستوى الهلال في ظل تلك الأخطاء ويتراجع، ولكنه ليس التراجع المخيف، فلا يزال الفريق محتفظاً بتماسكه الفني وسط الملعب، ولكن دفاعه يخذله في كل مباراة.
زوايا
** حجم التراجع في مستوى الهلال جعله غير قادر على هزيمة الحكم قبل المنافس، فهو في كل مباراة يظهر أفضل من المنافس، ولكنه لم يعد يتمتع بنفس القوة التي تجعله يهزم أخطاء الحكم.
** أكبر خطأ ارتكبته إدارة الهلال هذا الموسم أنها لم تعوِّض رحيل نيمار وميشيل! فقد كان خط الوسط بحاجة إلى عنصر أجنبي جديد يبث روحاً جديدة في الفريق ويضيف لما يقدمه سافيتش ومالكوم! ولكن للأسف ذلك لم يحدث، حيث وقع اختيارهم بالتضامن مع المدرب على ناشئ برازيلي ضعيف الخبرة والبنية، لم يحقق انضمامه للفريق أي إضافة ذات قيمة.
** كيف يُصاب اللاعب حمد اليامي بألم عضلي خلال المباريات التي يشارك فيها وهو طوال الموسم جالس على دكة البدلاء؟!
** يبقى النجم والأسطورة سالم الدوسري اللاعب الأول في الملاعب السعودية بقوة حضوره، وقوة تأثيره، وهو الوحيد الذي لم يتراجع مستواه أو يتأثر بالضغط كما حدث لزملائه، سواء محليين أو أجانب.
** ياسين بونو لم يتراجع مستواه مثلما يظن بعض محبي الهلال وعشاقه، ولكنه كأي حارس آخر يتأثر بما يحدث أمامه من كوارث دفاعية.
** أتمنى على إدارة نادي الهلال برئاسة الأستاذ فهد بن نافل أن تكون أكثر قرباً من جماهيرها. فما ألاحظه أن هناك فجوة، فالإدارة لا تتواصل مع الجماهير بعد العثرات، ولا تتجاوب معها فيما يخص أسعار تذاكر المباريات المقامة على المملكة أرينا. فالجماهير رأس مال مهم للنادي والرعاة والشركاء يستهدفون هذه الشريحة الكبيرة من رأسمال النادي، فلا يجب إهمالهم.