محمد العبدالوهاب
ما أجمل أن يحافظ الدوري السعودي على صدارته للتصنيف الآسيوي كأقوى دوري على صعيد القارة، في الوقت الذي تواصل فيه أنديتنا انتصارات متتالية على مسابقاتها الآسيوية فتأهل أربعة فرق(ممثلة الوطن) الهلال والأهلي والنصر(إلى النخبة) القارية، والتعاون بالبطولة الآسيوية، ووصولهم للأدوار النهائية حتى الآن دليل ساطع وجدير ومستحق على أحقيتها بهذا التصنيف، خصوصاً ونحن في زمن أصبحت فيه الرياضة لغة الشعوب وحضارات الأمم، وبالتالي فإن رياضتنا اليوم أصبحت منتجاً يتماهى مع منجزات الوطن على كل الصعد والمناحي، وتحوّلت إلى عنوان (ربما) يكون الأبرز في مسيرتنا الحضارية وبقمة حضورها المتميزة في المحافل الدولية وبطموح لايتوقف على تجاوز هذا كله لمصاف الدوريات العالمية التي نرتقبها عن كثب كنتاج طبيعي لإنجازات تحققت في مختلف الألعاب والمناشط الرياضية الوطنية، تبقى فقط بعض المنغصات التي نتطلع أن نتجاوزها من باب-لعل وعسى- لكونها تسهم في تأخر بعض من المعطيات بدءاً من ضغط المباريات وتداخلها مع المسابقات، وأخرى محبطةً جداً لم نجد لها علاجا حتى ولو في الزمن القريب تتمثل في أخطاء التحكيم، !!خصوصا المحليين!! والتي عادة ماتصاحب مبارياتها لغط وأخطاء كارثية مؤثرة في نتائجها تعدت كونها أخطاء لعبة أو جزءا منها، ولعل إيقاف 3 حكام حتى الآن دليل على تضرر فرق مواصلة مشوارهم وبأحقيتهم كمنافسين على الدوري، والتي أصبح فيه الجمهور في حيرة مابين أخطاء تحكيمية ورفع سعر تذاكر المباريات التي أصبحت فيه الفرق الصغيرة تستغلها حينما تواجه الفرق الكبيرة.
موسم سقوط الكبار
من المصادفات الغريبة أن ثلاثي الفرق العالمية ريال مدريد الاسباني ومانشستر سيتي الانجليزي والهلال السعودي سجلوا حضوراً باهتا وأداء فنيا غير لائق بتاريخهم الكبير كأبطال المواسم الماضية، وفي مختلف مسابقاتهاومسمياتها المحلية، بخلاف حضورهم وأدائهم وفرص تحقيق مبتغاهم على صعيد بطولاتهم القارية الحالية التي تشهد مستوى مغايرا عن حضورهم في دورياتهم المحلية.
لدرجة أن أي تعثر منهما في لقاء ما، نجد أن الاثنين الأخرين يتعثران !! على مستوى دورينا أتحدث والذي يشهد في هذا الموسم تحديداً منافسة قوية بين فرق المقدمة من حيث الإثارة والندية والمتعة الكروية والتي لايمكن وصفها بالمثيرة فحسب، عطفاً على تبادل مراكز فرق متصدرة الترتيب بين جولة وأخرى جعلت المتابع في ترقب لموسم قد لايُحسم البطل فيه إلا مع نهاية الجولة الأخيرة من الدوري من جراء حراك - غير مسبوق- لخمسة فرق تتنازع على لقب الدوري، وإن كان أقربهما الاتحاد والهلال لكونهما الأكثر نقاطا، إلا أن المواجهة الأبرز في الجولة القادمة التي ستجمع القادسية والاتحاد ستكون أشبه بمباريات الكؤوس والتي(ربما) ستدخل القادسية وبقوة بمكان أحدهما نحو المنافسة والأحقية بتحقيق اللقب.
في المقابل ومن حيث فرق الوسط ومادون فإنها هي الأخرى تشهد ثورة تصحيحية للهروب من شبح الهبوط، خصوصاً وأن لديهم من الفرص الكبيرة من خلال الـ 10 جولات المتبقية لتحسين أوضاعهم الفنية التي بدأت تظهر بعض منها على فرق جديرة بالبقاء بدوري الأضواء كالفتح والعروبة والرياض.
آخر المطاف
قالوا:
لاتجعل من تعصبك محبرةً لقلمك، لتكشف للمتلقي قلة وعيك وعدم إلمامك الكافي بحقيقة الواقع من خلال إفراطك الزائد في استفزاز الآخرين!!
فنمط الحياة اختلف مابين شكلها الماضي وبين مشهدها اليوم.