محمد الخيبري
أكثر المتشائمين من الهلاليين لم يكن يتوقّع الإخفاق الذي حصل للفريق الأول بنادي الهلال وعلى الرغم من أنه إخفاق طبيعي مقارنة لطول الموسم الرياضي ونظراً لانتهاء الموسم الماضي بأرقام قياسية غير مسبوقة اعتمد بعضها في موسوعة جينيس العالمية للأرقام القياسية.
عدد قليل من اللقاءات التي خسرها الهلال أخرجته من بطولة كأس الملك بضربات الترجيح من أمام المنافس الوحيد القادر على منافسة ومزاحمة الهلال فريق الاتحاد وخسارة الصدارة بفارق نقطي ليس بالمخيف والمحافظة على وصافة الدوري حتى وقتنا الحالي.
الهلال يمر بمرحلة عدم اتزان طبيعي ولديه مجموعة إصابات للاعبين مهمين، وهناك عدة عوامل ساعدت على عدم الاتزان منها عدم وجود البديل المناسب والذي يتمتع بنفس مستوى الأساسي الفني.
أيضاً إلزام الأندية المحترفة بقائمة 25 لاعباً محترفاً هو أمر عانى منه معظم الأندية وتسبب بنزول حاد بالمستوى الفني للاعبين الذي يلعبون بصفة أساسية نظراً لزيادة الأحمال عليهم طوال الموسم.
وعلى الرغم من كل ذلك فإن الهلال باقٍ في المنافسة ولا أرى مبرراً منطقياً للتوتر الحالي في الشارع الهلالي والسخط الجماهيري تجاه المدير الفني جيسوس الذي أقرَّ بأن لديه بعض الأخطاء الفنية التي ساهمت في بعض الإخفاقات، والهجوم الجماهيري على بعض النجوم الذين لديهم (دروب) واضح ساهم كثيراً في سقوط الفريق والذي في اعتقادي لا يتحمّل المدير الفني تدني هذا المستوى نظراً لعدم وجود البديل المناسب ولعدم قدرته على عمل التدوير المناسب؛ وذلك لارتفاع مستوى الفرق المنافسة ولقرب المراكز في الدوري واحتمالية فقدان المركز في كل جولة.
في المقابل وبعد كل جولة وبعد كل معترك يثبت لنا الواقع أن الهلال كان ولا يزال (تيرموميتر) الكرة السعودية والآسيوية، وأن أي فريق يستطيع إسقاط الزعم سيمر (بدروب حاد) يفقد على أثره المزيد من الامتيازات سواء امتيازات فنية أو نقطية.
معظم الفرق التي تنتصر على الهلال سواء في مباراة دورية أو في نهائي بطولة تمر بمرحلة عدم توازن فني وفي اعتقادي أن ذلك نتيجةً للعب مباراة مفتوحة مرهقة أفقدت الكثير من المخزون اللياقي وحصول الفريق على أهم انتصارات الموسم على الفريق المرشح الأول دائماً مما أكسب الفريق نسبة تشبع حتى وإن كان تشبعاً مؤقتاً فهو ساهم كثيراً في انخفاض المستوى الفني.
هذا المؤشر يؤكد لنا أن الهلال فريق عنيد جداً ولا يمكن أن يتنازل عن المنافسة على البطولات مهما كانت الأسباب والمسببات والتاريخ مسجل العديد من الإنجازات الهلالية والتي تحققت بطرق دراماتيكية وغير متوقعة ويكون عامل الحظ والجهد البدني والحلول الفردية أحد أهم أسباب تحقيق تلك الإنجازات.
حالة التوتر الجماهيري أعتقد أنها ظاهرة صحية بغض النظر عن حدة ردود الأفعال في كثير من الأحيان ولكنها في الوقت ذاته تكون محفزاً قوياً لعودة الفريق لسدة الانتصارات وهذا ما تحقق في كثير من الأحيان وفي هذا الموسم.
خسارة الفريق الأولى مباراته أمام بختاكور الأوزبكي والتي أُقيمت في طاشكند في أجواء باردة ودرجات حرارة تدنت تحت الصفر المئوي من الطبيعي أن تزيد المطالبات الجماهيرية بإبعاد الإدارة الفنية بقيادة جورجي جيسوس والذي يتحمَّل الجزء الأكبر من السوء والتوهان والعك الكروي الذي حصل في المباراة.
أيضاً الإدارة الهلالية مطالبة بالخروج للإيضاح للجماهير الغاضبة وتفصيل الوضع الحالي للفريق الكبير والذي يسير بخطى متسارعة للخروج من جميع الاستحقاقات وهو الذي ينتظره معترك عالمي بعد عدة أشهر.
خروج الإدارة لتفسير ما يحدث من متغيِّرات وتدني مستويات للفريق ومحاولة احتواء العاصفة الجماهيرية الغاضبة والتي تلاطمت أمواجها وانحرفت مطالباتها للإطاحة برأس الإدارة قبل المدرب وهذا من أخطر المؤشرات التي تواجه أي فريق.
قشعريرة
رسالة لنجوم الهلال المحليين والذين يقع على عاتقهم إرضاء الجماهير الممتعضة والغاضبة بمبررات منطقية وواقعية.
أنتم من يستطيع التغيير والتأثير على زملائكم المحترفين الأجانب وأنتم القادرون على النهوض بالفريق حتى وإن كان المدير الفني هو السبب الحقيقي لتدني مستويات الفريق وسبب الإخفاقات والخسائر.
أنتم من يستطيع ترويض الظروف وتطويعها لصالحكم وأنتم قادرون على إقناع المدرب الحالي بتغيير بعض قناعاته الفنية من أجل الجماهير العريضة من أجل المدرج الفخم الأكبر بالقارة ومن أجل مبادئ كرة القدم المحترفة ومن أجل «أدبيات» كبير آسيا وسيدها.