سلطان مصلح مسلط الحارثي
لم تتوقّع جماهير فريق الهلال أن يظهر في مباراته أمام باختاكور الأوزبكي في ذهاب دور الـ16 من دوري أبطال آسيا للنخبة التي أُقيمت مساء يوم الثلاثاء بهذا المستوى الهزيل، الذي ترك ردة فعل جماهيرية غاضبة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن شاهدوا فريقهم أمام باختاكور حملاً وديعاً، لم يستطع أن يلعب كما يلعب الأبطال، ولا نصف الأبطال ولا حتى ربعهم، فقد كان دفاعه (كالعادة) كوارثياً، ووسطه ضائعاً، وهجومه ضعيفاً، ليخرج الهلال من هذه المباراة بشكل مشوَّه، بعد أن قزَّموه وأضعفوه وجعلوه صيداً سهلاً لمنافسيه، بل حتى أصبح صيداً سهلاً لأقل الفرق وأضعفها.
أمام باختاكور، كان الهلال ضائع الهوية، لم يستطع أن يدافع، ولم يعرف الهجوم، لذلك كان من الطبيعي أن يخسر اللقاء، وهنا ربما يرى البعض أن الغيابات كانت السبب في خسارة الهلال، ولكن الهلال بدون غيابات كان هشاً، وخسر في المسابقات المحلية بوجود نجومه، فكيف تحول الهلال من فريق قوي وشرس إلى فريق هش وضعيف؟!
إن من يرى الهلال أمام باختاكور، لا يصدق أن هذا الفريق قد حقق قبل موسم جميع البطولات المحلية، وسجل اسمه في موسوعة جينيس للأرقام القياسية بعد سلسلة انتصارات متتالية وضعته على قمة أندية العالم، ومن رأى الهلال أمام باختاكور لا يمكن أن يصدق أن هذا الفريق هو زعيم الكرتين السعودية والآسيوية، وأكثر الأندية المحلية والآسيوية تحقيقاً للبطولات، فالهلال الذي شاهدناه أمام باختاكور هش وضعيف، استطاع المنافس رغم «ضعفه» أن يسيطر عليه ويحجمه.
الهلال في ورطة إدارته
لم يكن أسوأ المتشائمين يتوقّع أن يحدث لفريق لهلال هذا الهبوط الفني والنتائجي المخيف، والذي بسببه فقد صدارة دوري روشن، بعد أن خسر العديد من نقاط المباريات بشكل لا يمكن فهمه ولا تصوره، كذلك خسر التأهل لنصف نهائي كأس الملك على يد فريق الاتحاد الذي يتصدر الدوري بفارق 6 نقاط عن وصيفه الهلال، ويوشك على الخروج من دوري أبطال آسيا للنخبة، بعد خسارته في ذهاب دور الـ16 من أمام باختاكور.
مشاكل الهلال التي أدت لتراجعه بهذا الشكل، كانت واضحة منذ بداية الموسم، واتضحت بشكل أكبر بعد عودة الدوري من توقف طويل للعب كأس الخليج في الكويت، وإن كان الحديث عنها في ذلك الوقت كان من قبل النقاد والفنيين، الذين كانوا يحذّرون من تفاقم المشاكل، إلا أن جيسوس لم يصلح أخطاءه، وظل يكابر ويعاند حتى وصل لمرحلة فقدان السيطرة، ومع كل أسف، ظلت إدارة الهلال صامتة، ولم تناقش المدرب في أخطائه الفنية، ولا في مكابرته وعناده، ليصل حال الهلال اليوم لحال يرثى له، بعد أن فقد شخصيته وهويته وهيبته، وهذا كله تتحمَّله إدارة ورطت فريقها بصمتها عن أخطاء الفريق الداخلية، وحينما تحدثت، ذهبت لنقاش هتافات الجماهير التي لا نؤيِّدها، كما ذهبت لرمي فشلها على التحديات الخارجية التي نؤمن بوجودها، ولكنها لم تكن في يوم ما، حائلاً ضد تحقيق الهلال للبطولات.
اليوم، الهلال في ورطة حقيقية صنعتها إدارته، فلم يعد النقاش مع جيسوس يفيد، ولا الإقالة هي الحل، فالمدرب القادم لا يملك عصا سحرية، خاصة أن الفريق يعج بالعديد من الإصابات، ودكته تفتقر للاعبين يستطيعون صناعة الفارق، ولهذا على الإدارة أن تسعى لحل هذه المشكلة التي صنعتها، وعليها تحمّل نقد المحبين، فهلال اليوم، لا يمت لهلال الأمس بصلة.
لاعبون باردون بلا مسؤولية!
في الهلال، إن كانت الإدارة صامتة، والمدرب (يخبص)، والجميع متجه لنقدهما، إلا أنني هنا أضع أكثر من علامة استفهام، حول تراجع مستويات بعض اللاعبين، يأتي على رأسهم البرازيلي مالكوم والبرتغالي نيفيز والصربي سافيتس والسنغالي كوليبالي والسعودي سالم الدوسري، وهؤلاء يعتبرون أعمدة فريق الهلال وركائزه الأساسية، ولكنهم اليوم يتمتعون بحالة برود عجيبة، وردة فعلهم تجاه خسائر الفريق وهبوط مستواه، تؤكد أنهم لم يستشعروا مسؤوليتهم تجاه الفريق، ولم يقوموا بأي دور لمساعدته في تخطي أزمته، وهذا يعطينا مؤشراً غير جيد، ويؤكد على أن اللاعبين وصلوا لطريق مسدود مع مدربهم، ويريدون إسقاطه بأي طريقة كانت، أو أن نتائج ومستوى الفريق لا تحرك ساكناً لدى نجوم الفريق وركائزه! فإن كان المؤشر الأول صحيح، فيجب أن يُقال جيسوس اليوم قبل غد، حيث لا يمكن أن تفقد ثقة أدواتك، وتطلب منهم المساعدة في الانتصارات، وإن كان المؤشر الثاني صحيحاً، وإن اللاعبين لا يهتمون لنتائج الفريق ومستوياته، فالكارثة هنا أعظم، فحينما يكون أمر الفوز والخسارة متساويين عند أدواتك، فهذا يؤكد أنهم فقدوا الشغف وربما لديهم أسبابهم، وهنا ستفقد الهوية والشخصية والهيبة، وهذا لا يليق بكيان يسعى دائماً ليكون في منصات الذهب، التي هي اليوم أبعد عنه بُعد جيسوس عن تدريب ريال مدريد.
تحت السطر
- صمت إدارة نادي الهلال عن أخطاء جيسوس، وتراجع أداء الفريق منذ بداية الموسم، يجعلها تتحمَّل جزءاً كبيراً مما يحدث للهلال حالياً، فيما لو سعت من البداية لحل المشكلة لما وصل حال الهلال لهذا الحال المزري.
- عناد ومكابرة جيسوس قاداه للتخبط حتى وصل به الحال إلى أن غالبية جماهير الهلال تطالب بإقالته.
- احتجاج النصر ضد لاعب العروبة، واعتراض إدارته على التحكيم، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن النصر عاد بشكل كامل إلى أبنائه.
- الهلال والاتحاد، كل منهما يعزم الآخر على تحقيق بطولة الدوري، وإن ظلا على هذا الحال الفني، فسوف يأتي فريق من الخلف ويخطف اللقب.
- ما حدث في مباراة باختاكور عبارة عن فضيحة كروية، تتحمَّلها بشكل كامل إدارة الهلال التي تشاهد الأخطاء ولم تتحرك.
- الحل في الهلال أصبح معدوماً، وموسمه انتهى، فلا يمكن أن يعيد جيسوس ما هدمه، ولا يمكن لمدرب قادم أن يعيد الهلال لتحقيق البطولات في ظل إصابات بعض اللاعبين، وعدم جاهزية بعضهم البدنية واللياقية.